احتضن الفضاء الثقافي والفني رياض السلطان بحي القصبة، عرضا مسرحيا أداه الممثل الفرنسي “رافائيل جولي” والموسيقار “فرانشيسكو أنييلو”. المسرحية كانت تحت عنوان “بيير ومحمد” ” Pierre et Mohamed ” كتبها القس “أدريان كانديارد” عضو معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنكيين.
وجاء العمل المسرحي، بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي دعت من خلاله أبرشيات الكنائس الكاثوليكية في الرباط وطنجة، عددا متنوعا من الجمهور المحلي وضيوف المدينة من مختلف الديانات، كالإسلامية والمسيحية واليهودية والهندوسية.
المسرحية الموسيقية تروي علاقة الصداقة التي توطدت في تسعينيات القرن الماضي بدولة الجزائر، بين أسقف وهران وسائقه الجزائري المسلم، خلال ما كان يصطلح عليه بالعشرية السوداء، حيث ساد القتال والتطاحن والإغتيالات بين العسكر والجماعات المتطرفة.
ويأخذ نص العمل المسرحي شكل حوار بين أسقف وهران ” المونسنيور بيير كلافيري” وسائقه المسلم ” محمد بوشيخي “. اللذان اغتيلا في الفاتح من غشت 1996. “المونسنيور بيير كلافيري” كان من جماعة الدومينيكان الكاثوليك وكان يشغل أسقف وهران، وكان معه محمد بوشيخي، الشاب الجزائري الذي كان ينوي أخذه إلى الأسقفية.
وفي السياق، قال “رولاندو رويز دوران”، مندوب الحوار بين الأديان في الكنيسة الكاثوليكية بطنجة، إن العمل المسرحي هو عبارة عن سمفونية وأغنية للصداقة والأخوة. وهو أيضا “حوار عمل يجب استئنافه باستمرار، فهو وحده يسمح لنا بنزع سلاح التعصب في أنفسنا وفي الآخرين”.
ويضيف في تصريحات لجريدة طنجة24، أن العمل المسرحي يشيد برسالة الصداقة والاحترام والرغبة في الحوار بين الأديان التي أطلقها ” المونسنيور بيير كلافيري”، استنادا إلى نصوصه. فضلا عن الولاء والصداقة العميقة لسائقه محمد بوشيخي.
وأكد “رولاندو رويز دوران”، أن العمل المسرحي، “ترك أثرا روحيا في أنفسنا، وأعطانا العديد من المشاعر المتداخلة، وفيه يروي الكاتب من خلال مذكراته، أوقاتا صعبة عاشتها الجزائر، مضيفا ” لم يكن من السهل العيش، لكن في نهاية المطاف “نحن بشر خلقنا الله جميعا”.