ناقش المشاركون في ثالث أيام الملتقى العالمي للتصوف الـ19، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية تحت رعاية ملك المغرب، دور الذكاء الاصطناعي في التأثير على القيم الصوفية. وقد ركزت الجلسات على موضوع “التصوف وتداعيات الذكاء الاصطناعي: مجالات التداخل وآفاق التدخل”، حيث ترأس الجلسة الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة السابق بجامعة الأزهر.
الذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية
في مداخلته، تناول الدكتور إبراهيم ينلمقدم، عضو الرابطة المحمدية لعلماء المغرب، واقع المعاملات المالية في ظل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى التحولات الكبيرة التي يشهدها هذا المجال. من جهته، سلط الدكتور الهاشمي الجمني، الباحث التونسي في الفكر الإسلامي، الضوء على العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتصوف، مستعرضًا كيفية تفاعل التقنيات الحديثة مع القيم الروحية.
كما أشار الدكتور محمد المهداوي، مدير المعهد الجامعي للتعليم الديني “العتيق” بوجدة، إلى أهمية إيجاد توازن بين التكنولوجيا الحديثة والقيم الصوفية، مؤكدًا أن التصوف قادر على التعايش مع الابتكارات التقنية إذا ما تم تبني منهج متوازن.
أبعاد قانونية وأخلاقية
تحدث الدكتور فؤاد مسرة، أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط، عن التحديات القانونية والأخلاقية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، بينما تطرقت الجلسة السادسة، برئاسة الدكتور محمد المصطفى عزام، إلى استشراف المستقبل في ظل التحديات الأخلاقية التي يواجهها التصوف في عصر الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد بوبكري، المتخصص في التأطير الروحي في وزارة العدل الألمانية، على العلاقة بين القيم الصوفية والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الروحانية والتقنيات الحديثة يمكن أن تتكامل إذا ما تم توجيهها بشكل صحيح.
كما تناول الدكتور عبدالرزاق تورابي مفهوم الكرامة والاستقامة في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التصوف يُعتبر موجهًا أخلاقيًا قادرًا على التكيف مع التحديات المعاصرة.
التصوف والذكاء الاصطناعي: تكامل أم تناقض؟
قدم الدكتور محمد عمر سيد باعلوي، عميد برنامج الدراسات العليا بجامعة الأم العالمية وأمين عام مجلس علماء الصومال، رؤية حول التصوف باعتباره مدرسة روحية تسعى لتزكية النفس وتعزيز القيم الأخلاقية. كما أشار إلى أن التصوف يركز على تعميق الفهم الروحي للإسلام من خلال العبادة الخاشعة، مما يساهم في إيجاد توازن بين التقدم التكنولوجي والقيم الروحية.