في خطوة جريئة تعكس التزام المغرب بمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي، أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN) منصة E-Blagh، التي باتت اليوم نقطة انطلاق رئيسية لمكافحة الجرائم الإلكترونية. منذ إطلاقها، أثبتت هذه المنصة فعاليتها، حيث أظهرت إحصائيات حديثة أن 20% من الشكاوى الواردة عبرها تتعلق بحالات الابتزاز الجنسي، مما يعكس الحاجة الملحة لمثل هذه الآليات.
منذ انطلاقها في يونيو الماضي، تعاملت E-Blagh مع أكثر من 7,000 بلاغ تتعلق بمحتويات غير قانونية على الإنترنت. وتظهر البيانات أن 60% من هذه البلاغات تتعلق بالاحتيال الرقمي، بينما 20% مرتبطة بالابتزاز الجنسي، و10% تتعلق بالسب والقذف. علاوة على ذلك، تلقت المنصة 295 بلاغًا حول أعمال تحريض أو دعم الإرهاب، بما في ذلك 85 حالة تتعلق بتنظيم داعش.
قامت السلطات الوطنية بالتفاعل السريع مع البلاغات، حيث تمكنت من تحديد هويات 82 شخصًا كمشتبه بهم في قضايا مرتبطة بالجرائم الإلكترونية. وتمت إحالة 23 من هؤلاء إلى القضاء، بينما لا تزال التحقيقات جارية بشأن الآخرين. يشير هذا الاستجابة السريعة إلى الجدية في التصدي لمثل هذه الجرائم.
تعكس منصة E-Blagh أيضًا ثقة المواطنين، حيث قدم 4,117 بلاغًا تحتوي على معلومات كاملة عن المشتبه بهم. وهو ما يشير إلى قبول واسع لفكرة الإبلاغ عن الجرائم الرقمية. حتى أن 564 بلاغًا وُجدت من خارج البلاد، من دول أوروبية وآسيوية وعربية، مما يدل على تأثير هذه المنصة على مستوى دولي.
إن E-Blagh ليست مجرد وسيلة لتجميع المعلومات، بل تمثل عصرًا جديدًا للأمن الرقمي التشاركي، حيث يساهم كل مواطن في حماية المجتمع من التهديدات الرقمية. ومع تعزيز التعاون بين المواطنين والسلطات، يُؤمل أن يصبح الإنترنت في المغرب أكثر أمانًا واحترامًا لحقوق الأفراد.