عاد مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وأوروبا إلى الواجهة بعد أن قررت مجموعة من المستثمرين الألمان إحياء الفكرة التي كانت موجهة سابقا نحو بريطانيا. ويأتي ذلك عقب إعلان لندن في يونيو الماضي تراجعها عن دعم المشروع الطاقي الضخم.
المشروع الجديد الذي أطلق عليه اسم “سيلا أتلانتيك” يقوده فريق من المديرين السابقين لشركتي الطاقة الألمانيتين EnBW وOrsted، بتنسيق مع شركة “إكس لينكس” البريطانية عبر فرعها في ألمانيا. ويهدف إلى إنشاء خط ربط كهربائي يمتد على طول 4800 كيلومتر بمحاذاة الساحل الأطلسي.
وبحسب التقارير الأوروبية، سيمكن هذا الربط من نقل الكهرباء المنتجة من محطات الطاقة الشمسية والريحية في الصحراء المغربية إلى ألمانيا بطاقة تصل إلى 15 غيغاواط، ليصبح واحدا من أضخم مشاريع الطاقة النظيفة العابرة للحدود في العالم.
وكانت الخطة الأصلية للمشروع موجهة نحو بريطانيا عبر أطول كابل بحري في العالم بطول 4000 كيلومتر، يربط مدينة طانطان المغربية بالساحل الجنوبي الغربي لإنجلترا، لتزويد نحو سبعة ملايين منزل بريطاني بما يعادل 8 في المائة من حاجيات البلاد الكهربائية. غير أن المشروع فقد زخمه بعد قرار لندن الانسحاب من دعمه.
ويأتي التوجه نحو ألمانيا في وقت تسعى فيه برلين إلى تنويع مصادرها من الطاقة النظيفة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، خاصة في ظل التحديات البيئية والتحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطاقات المتجددة في أوروبا.

