صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته بعد إعلان مقتل أكثر من 400 فلسطيني في قطاع غزة خلال يوم واحد، واصفا هذا العدد بـ”مجرد بداية”، ومعلنا أن أي مفاوضات مستقبلية ستكون “تحت النار”.
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية المكثفة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ فجر الثلاثاء أسفرت عن مقتل 404 فلسطينيين وإصابة أكثر من 562 آخرين حتى صباح اليوم، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية الحرب.
وقال نتنياهو في خطاب متلفز: “مددنا وقف إطلاق النار لأسابيع دون نتائج. لقد حذرنا حماس من أننا سنعود للقتال إذا لم يتم الإفراج عن مختطفينا، ونحن الآن في قلب المعركة”.
وزعم نتنياهو أن إسرائيل أبدت مرونة في المفاوضات من خلال إرسال وفود إلى الدوحة وقبول مقترحات أمريكية، لكنه اتهم حركة حماس برفض جميع المبادرات، مشيرا إلى أن التصعيد الحالي سيستمر لتحقيق “أهداف الحرب”.
وكانت إسرائيل قد تلقت، عبر الوسيط الأمريكي، مقترحا يتضمن إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين مقابل هدنة مدتها خمسون يوما وإفراج متبادل عن الأسرى، إضافة إلى دخول مساعدات إنسانية لغزة، قبل أن تعلن حماس موافقتها الجزئية عبر مقترح آخر يشمل إطلاق جندي وتسليم جثامين أربعة آخرين.
وهدد نتنياهو قائلا: “هذا مجرد البداية.. سنكثف العمليات العسكرية، والمفاوضات من الآن فصاعدا ستكون تحت القصف”.
ويحتجز قطاع غزة، حسب التقديرات الإسرائيلية، 59 أسيرا من إسرائيل، من بينهم 24 تقول تل أبيب إنهم على قيد الحياة، فيما يقبع أكثر من 9500 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، في ظل ظروف وصفتها تقارير حقوقية بأنها “غير إنسانية”، أودت بحياة عدد منهم.
ويرى محللون أن تصعيد نتنياهو الأخير يهدف أيضا إلى تعزيز موقفه السياسي داخليا، في ظل تهديدات بسقوط حكومته إذا فشل في تمرير الميزانية قبل نهاية مارس الجاري.
وذكرت مصادر سياسية أن استئناف الهجمات ساهم بالفعل في إعادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزبه “القوة اليهودية” إلى الائتلاف الحاكم، ما قد يساعد في تأمين دعم حكومي للميزانية المرتقبة.
وتواجه إسرائيل، بدعم أمريكي، اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث خلفت العمليات العسكرية أكثر من 161 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
ولا تزال إسرائيل تحتل أراض فلسطينية وسورية ولبنانية منذ عقود، وتعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.