لا أدري ما الذي يجعل جيراندو يتحسر في تدوينة، بتاريخ 22 يوليوز الجاري على حسابهTAHADI بالفضاء الأزرق، على ذهاب 5 أو 6 من موظفي الأمن الوطني (دون تحديد هل هي استقالة أو طرد) إلى أوروبا وأمريكا، ونعتهم بالأطر العليا وذات الخبرة، في حين هو نفسه لا ينفك عن مهاجمة المؤسسة الأمنية المغربية ، بل أكثر من ذلك كان ينعت دائما نفس المؤسسة بعدم الحرفية وغياب الأطر العليا داخلها.
في إطار التطاول على مؤسسة، لا يشهد فقط المغاربة بتفوقها وخبرتها بل دول عظمى تشهد بذلك، لابد أن نضع هذا المتخاذل في السياق أنه يتكلم عن مؤسسة أمنية تضم حوالي 79.830 موظفا، بمتوسط عمر يناهز 40 سنة، إلى حدود 31 دجنبر 2023. طبعا العدد في تزايد لأن الإدارة العامة للأمن الوطني تنظم مباريات الولوج إليها تقريبا سنويا.
السؤال، ماذا يمثل العدد 5 أو 6 من حوالي 80 ألف ؟ حسابيا (6*100/79830 = 0.007%). ما يعني، لا شيء. لكن الغريب في تدوينة هذا المبتز الافتراضي هو اعترافه الضمني بتوفر DGSN على أطر كفئة وذات مؤهلات كبيرة وضعت لخدمة المواطنين المغاربة ومحاربة كل أشكال الابتزاز.
من ناحية ثانية، في غياب تحديد أسماء الـ 5 أو 6 أطر العمل بالأمن الوطني، و أسباب ترك هؤلاء العمل بالمديرية، على خلفية طرد أو استقالة، وأنه في الحالتين هي نقطة تحسب للإدارة العامة للأمن الوطني. في حالة الطرد، يمكن أن يفسر ذلك بسبب نقص أو ضعف كفاءتهم –الشيء الذي اعترفت به ضمنيا- وإن كان السبب استقالة فهذا لا يمكن إلا اعتباره قرار صائب من DGSN واحترامها لقرار من يرغب في البقاء ومن يريد تغيير نوع عمله، بعبارة أخرى من يشتغل في هذه المؤسسة لا يعمل تحت السوط أو “حاطين ليه فردي على راسو”، كما يقول المثل الدارج.
الأهم من هذا كله، يجب أن يعلم هذا المبتز المعتوه أن مؤسسة أمنية بحجم DGSN ليست قائمة على عمل أفراد يعدون على رؤوس الأصابع، كما في عصابات الابتزاز التي تتكون من 5 أو 6 أفراد، بل هي مؤسسة منظمة بظهير شريف وخاضعة لنظام أساسي يحدد طرق اشتغالها لحماية أمن واستقرار الوطن ولتمكين المواطنين من العيش في أمان وطمأنينة.
بما أن اختصاص هشام جيراندو هو مهاجمة – أفضل مفردة التطاول عوض مهاجمة- كل من ياسين المنصوري مدير DGED وعبد اللطيف حموشي DGSN-DGST، فهذا يدخل في عقدة الغيرة من نجاح الآخرين، بالإضافة إلى إحساس كل من هشام جيراندو وغيره من خونة الداخل والخارج الذين يشككون في نزاهة وتفاني هذين المسؤولين الأمنيين في عملهما، بعقدة النقص أو الدونية COMPLEXE DE L’INFERIORITE تجاه نجاح الآخرين لأنهم كلهم فاشلون ولم يجدوا غير الابتزاز للاسترزاق لمواصلة البقاء على قيد الحياة، إذ لا يمكن أن نقول عنهم “عايشين” فهم فقط “حيّين” ولا يستمتعون بأي حياة.
في إطار سياسة التلميح من أجل الابتزاز، وعلى طريقة تقديم ملفات قناة تحدي TAHADI لصاحبها جيراندو : “أجي أ سي جيرانو واش كانوا 5 ولا 6 أطر عليا من الأمن الوطني؟”
كيف ؟ ألم تستطع التحقق من العدد حتى مع بساطته ؟ إن لم تستطع التحقق من معلومة بسيطة كهذه، ماذا عن مصداقية كل الملفات التي تروج لها ؟ هل كلها مبنية على التقدير في غياب التوفر على المعلومة الثابتة ؟ ألم تستطع اختصار أسائمهم في حرفين ؟ أو أنك “ما عارف تا وزة” وتلتجئ إلى التلميح أو الاختراع كعادتك ؟
كما قلت، أصله التجاري قائم على التلميح، أي أنه يتوفر على جزء من المعلومة ويقوم بتصريفها بطرح سؤال استفهامي للإيقاع بالضحية: “أجي أنت أ سي فلان…كيفاش ديك القضية ديال الفلوس مع داك البوليس ؟”. “وأنت أ المسؤولة/المسؤول، كيفاش القضية ديال ديك التجزئة لي قريبة الأوطوروت؟”…
هذا هو الفخ. في حالات عديدة، يدفع المبتز جيراندو للمنادى عليه للتواصل معه، تفاديا للتشهير و الشوشرة ، طبعا يكون هذا مقابل مبلغ مادي…
الابتزاز ليس فضحا للفساد، بل هو نوع آخر من الفساد يتفوق فيه “بارد لكتاف” الفاشل في دراسته، بل حتى في حياته الذي لم يستطع غير السباحة في برك الفساد لجمع الأخبار والمتاجرة فيها.