أبدت الولايات المتحدة التزاماً متزايداً بتمويل مشروع أنبوب الغاز الاستراتيجي الذي سيربط نيجيريا بالمغرب مروراً بعدة دول في غرب إفريقيا، في خطوة وصفها مسؤولون نيجيريون بأنها تحول مهم في مسار الأمن الطاقي للقارة ولأوروبا.
ووفق ما نقلته صحيفة “أور نوار أفريكا”، أكد وزير المالية النيجيري، والي إيدون، أن واشنطن أعربت عن دعمها المالي للمشروع، عقب لقاءات رفيعة المستوى بين محافظ البنك المركزي النيجيري ومسؤولين أمريكيين. وأضاف إيدون أن هذا الدعم يشكل “خطوة كبيرة إلى الأمام لتعزيز أمن الطاقة في القارتين”، مشيراً إلى أن خط الأنابيب سيخدم أكثر من 34 مليون شخص على طول الساحل الأطلسي الإفريقي، وسيوفر مصدراً بديلاً للطاقة للأسواق الأوروبية.
الوزير أشار إلى أن الولايات المتحدة تخطط لضخ مليارات الدولارات في هذا المشروع الضخم، مما يعزز وجودها الاستراتيجي في غرب إفريقيا، ويساهم في تنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الاعتماد التقليدي على الإمدادات القائمة.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تأكيد دعم سابق من دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت 25 مليون دولار للمساهمة في المشروع، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ.
ويمتد المشروع على مسافة تزيد عن 5600 كيلومتر، بتكلفة تقدر بـ 25 مليار دولار، عابراً 13 دولة وهي: موريتانيا، السنغال، غامبيا، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، سيراليون، ليبيريا، ساحل العاج، غانا، توغو، بنين، نيجيريا، والمغرب. وسيوفر خط الأنابيب ربطاً مباشراً بين احتياطات الغاز الإفريقية والأسواق الأوروبية، معززاً التكامل الطاقي والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
ووفق الصحيفة، فإن التمويل الأمريكي قد يسرّع من وتيرة إنجاز المشروع، ويساهم في تحفيز التنمية الإقليمية، وخلق آلاف مناصب الشغل على طول مساره، مع ترسيخ التعاون الطاقي عبر الأطلسي.
ورغم أن بعض التفاصيل المالية واللوجستية لا تزال قيد الإعداد، إلا أن الالتزام الأمريكي يمثل نقطة تحول في مسار مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، وقد يشكل هذا المشروع نموذجاً للتعاون القاري في المستقبل.