تشتد المنافسة بين عمالقة الانترنت الأمريكيين في مجال الذكاء الاصطناعي. شركة غوغل التابعة لألفابت لا تريد أن تتأخر أكثر، وأعلنت مؤخراً أنها ستدخل تقنيات جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى محركها المعروف للبحث على الانترنت.
وحسب مدونة الشركة، فإن التقنيات الجديدة ستتيح للمستخدمين الحصول على إجابات لأسئلة لم يكن يُعتقد سابقا أن بوسع محركات البحث التفاعل معها، كما ستتيح هذه التقنيات تنظيم المعلومات بشكل مغاير تماما، والهدف حسب الشركة مساعدة المستخدم على ترتيب ما هو موجود وفهمه.
وحسب ما عرضته الشركة في مؤتمرها السنوي آي/أو في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، فإن الردود على الأسئلة باستخدام الذكاء الاصطناعي لن يغير كثيراً في واجهة البحث وسوف يستمر المستخدم في إيجاد روابط على الانترنت لما يبحث عنه، لكن محرك البحث سيساعده كثيرا في العثور على ما يريد في وقت قياسي.
ولن يتوقف الذكاء الاصطناعي التوليدي على المعلومات العامة، بل سيتيح كذلك مساعدة من يستخدمون غوغل للتسوق الإلكتروني، وتذكر مدونة الشركة أنه عند البحث عن منتج ما، فالمستخدم سيحصل على كل المعلومات التي تتناسب مع الفاتورة التي يريد دفعها.
كما سيحصل المستخدم على أوصاف للمنتج ونتائج تقييمه، وتستفيد غوغل هنا من منصة التسوق الخاصة بها التي تحتوي حسب المصدر ذاته على أكثر من 35 مليار منتج.
وستتاح التقنية الجديدة في الولايات المتحدة أولا، وستكون الإجابات أولاً باللغة الإنجليزية. وستستمر الفترة التجريبية لعدة أسابيع على خدمة مختبر غوغل، حيث يمكن للراغبين في المشاركة الانضمام إلى لائحة الانتظار عبر متصفح غوغل كروم.
ويقدر الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى جديد تماما مثل النصوص الكاملة والصور، باستخدام بيانات سابقة، وتطور مؤخرا لتصميم المواقع والبرمجة وإنتاج مقاطع الفيديو.
وحسب موقع وايرد، فإن تقنيات البحث الجديدة لغوغل أكثر تعقيدا مما يقدمه روبوت تشات جي بي تي، إذ يتجنب غوغل الردود على المواضيع التي تثير الجدل كالسياسة والاستشارات الطبية أو المالية، ومن ذلك أسئلة حول أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن ومعلومات حول قوانين الإجهاض في الولايات المتحدة.
وقال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لألفابت في المؤتمر إن غوغل تدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث بالإضافة إلى منتجات مثل (جي ميل)، حيث يمكنه إنشاء مسودات رسائل، و(صور غوغل)، حيث يمكنه إجراء تغييرات بالصور مثل التلوين في الأجزاء الفارغة، حسب رويترز.
ويأتي غزو غوغل لما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي بعدما قدمت شركة أوبن إيه.آي الناشئة (تشات جي.بي.تي)، وهو روبوت الدردشة المحبوب الذي أطلق سباقا محموما على التمويل بين المنافسين المحتملين.
وأصبحت أوبن إيه.آي، المدعومة بمليارات الدولارات من مايكروسوفت والتي تم دمجها الآن بمحرك البحث بينج، الخيار الرئيسيمن الذكاء الاصطناعي التوليدي بالنسبة لكثير من المستخدمين، إذ يساعدهم على إعداد العقود وخطط السفر بل وكتابة روايات كاملة.
وأصدرت غوغل أيضا هاتفا ذكيا جديدا قابلا للطي من سلسلة هواتف « غوغل بكسل » يتيح للعملاء استخدام الذكاء الاصطناعي للشركة. وسيكون سعر الهاتف في البداية 1799 دولارا ويأتي مع ساعة بكسل مجانية.
لكن المخاوف كبيرة من خطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف، وكذلك سهولة استخدامه لخلق المحتوى المضلل ولنشر الاكاذيب خصوصا أنه يمكنه إنشاء صور تظهر حقيقية بشكل كبير، كما تصل قدراته كذلك لإنتاج محتوى الفيديو، وهناك مخاوف أخرى من أن روبوتات الدردشة بدورها تعطي معلومات مضللة.
وفي أحدث أخبار خطر الذكاء الاصطناعي، قالت شركة التكنولوجيا والكمبيوتر الأمريكية العملاقة آي.بي.إم إنها تريد تقليل عدد الموظفين التي تعينهم للقيام بوظائف معينة لأنه يمكن استخدام تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للقيام بتلك الوظائف.
وقال أرفيند كريشنا الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية في تصريحات لوكالة بلومبرغ للأنباء إنه يمكن الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحل محل حوالي ثلث وظائف إدارة الموارد الشرية على سبيل المثال خلال خمس سنوات.
وكان سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لألفابت قد دعا إلى وضع ضوابط قانونية للذكاء الاصطناعي، قائلا في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.بي.إس الأمريكية » « يجب أن يكون هناك تنظيم. ستحتاج إلى قوانين، يجب أن تكون هناك عواقب لمن يقوم باختلاق فيديوهات متقنة التزوير والتي تستخدم للإضرار بالمجتمع ».