قال رئيس أركان الدفاع الإسباني الأدميرال تيودورو لوبيز كالديرون، إنه لا يمكن إعتبار المغرب حاليًا يشكل “تهديدًا” لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتان، على الرغم من أنه إتهم المغرب بالقيام بإجراءات فيما يسمى “المنطقة الرمادية”، كان من تداعياتها أزمة الهجرة في الصيف الماضي.
وأشار رئيس أركان الدفاع الإسباني، خلال نقاش دار في نادي القرن الحادي والعشرين، بأن خصم المغرب الحالي هو الجزائر وأن “أخطر مشكلة” هي الصراع مع عصابة جبهة البوليساريو الإرهابية في الصحراء المغربية، حسب زعمه .
مؤكدا أن زيادة التسلح لدى المغرب في السنوات الأخيرة لا تشكل “تهديدا واضحا لإسبانيا ولا لسبتة ومليلية”، وأوضح المسؤول العسكري، أن السياق الجيوسياسي الحالي يتطلب إشراك جميع المجالات في أي أزمة، مثل الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية “وإذا لزم الأمر أيضًا استخدام القوات المسلحة” حسب تصريحاته .
في السياق رد رئيس الأركان على أجوبة الحضور، كان من بينهم زعيم الحزب اليميني المتطرف بوكس، خافيير أورتيغا، وزعم في معرض رده بأن المغرب لم يعرب أبدًا عن رغبته في ضم المدينتين المتمتعتين بنظام الحكم الذاتي بالقوة، ملمحا إلى ان مدريد تمتلك قدرة ردع لأي تهديد، في تهديد مبطن لبلادنا.
تصريحات المسؤولين العسكريين الإسبان المتحالفين مع أحزاب اليمين المتطرف، جاءت مباشرة بعد قيام المغرب بإنشاء مزارع للسمك قبالة الجزر الجعفرية المغربية، التي تحتلها إسبانيا منذ سنوات عديدة، وردا على ذلك أرسلت مدريد مذكرة إحتجاج إلى سفارة المغرب، ليقرر المغرب إنشاء مزرعتين أخريين قرب مليلية المحتلة، كرد صارم من بلدنا، يعكس حزمه في مسألة السيادة والحقوق التاريخية والجغرافية على أراضيه وجزره .
وسبق للكاتب الصحفي بلال التليدي، أن أشار في مقال له على جريدة القدس العربي اللندنية، بأن تحركات المغرب الحثيثة في هذا الإتجاه، ستضع إسبانيا أمام الأمر الواقع، فيجعلها في نهاية المطاف أمام ضيق الخيارات وضرورة تسليم سبتة ومليلية المغربيتين.
ليس العسكر من يشعرون بالقلق، بل حتى رجال الاقتصاد في إسبانيا، سبق لهم أن نبهوا إلى الأضرار البليغة التي أحدثها الميناء المتوسطي، وكيف أدخل ميناء الجزيرة الخضراء في حالة كساد تجاري غير مسبوق، وهم اليوم، يحذرون من قتل اقتصاد مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وذكر الكاتب التليدي في مقاله أن الضغط المستمر، يمكن أن ينشأ عنه تحويل مزاج الساكنة في مدينتي سبتة ومليلية ، لجهة العودة للبلد الأصل، أو دفع الإسبانيين إلى تشديد الانتقادات لحكومة مدريد للتخلص من العبئ الاقتصادي الذي تشكله المدينتان، و في نهاية المطاف التخلي عنهما طواعية للمغرب.