في خطوة تعكس طموحات المغرب نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، يقترب تنفيذ مشروعين طموحين لإنتاج الغاز الطبيعي، بقدرة إجمالية تُقدر بأكثر من 28 مليار متر مكعب. هذه المشاريع، التي وصلت إلى مراحل متقدمة من التطوير، تحمل إمكانيات كبيرة لتقليل اعتماد البلاد على الواردات الطاقية خلال السنوات المقبلة، مما يمثل نقطة تحول رئيسية في استراتيجية المغرب للطاقة.
وفقًا لما نقلته صحيفة “العرب”، يقود المشروع الأول شركة “إنيرجيان” البريطانية، والتي حصلت على رخصة استكشاف في حقل “أنشوا” الواقع قبالة السواحل الأطلسية المغربية. يُعد هذا الحقل أكبر اكتشاف غير مُستغل في البلاد حتى الآن، حيث يحتوي على احتياطيات مؤكدة تبلغ 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
تُنفذ المبادرة الثانية في الحقل البري “تندرارة” في شرق المغرب، وتشرف عليها شركة مغربية محلية بعد أن استحوذت مؤخرًا على حصة في المشروع من شركة “ساوند إنرجي” البريطانية. تقدر موارد هذا الحقل بحوالي 10.67 مليار متر مكعب.
تأتي هذه المشاريع في إطار جهود المغرب لتعزيز أمنه الطاقي وتوسيع موارده المحلية، مما يمكنه من تقليل الاعتماد على الغاز المستورد وتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، ويمثل هذا التوجه نقلة نوعية في السياسة الطاقية المغربية التي تُركز بشكل كبير على تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من الثروات الطبيعية.
