منذ بداية يونيو، تشهد السواحل المغربية ظاهرة مقلقة تتجلى في جنوح كميات هائلة من أسماك الأنشوبة شواطئ سيدي إفني في الجنوب، وأخيراً في الداخلة بالصحراء المغربية.
في سيدي إفني، لم يشهد السكان هذا النوع من الظواهر من قبل. فقد غطت أكوام كبيرة من أسماك الأنشوبة النافقة الرمال على امتداد عدة كيلومترات، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة. وقد بادرت السلطات بسرعة إلى تنفيذ عمليات تنظيف وإجراء تحقيقات لتحديد أسباب هذا النفوق الجماعي.
الظاهرة في الداخلة
أما في الداخلة، فلم يكن نفوق الأنشوبة ظاهرة استثنائية، حيث شهدت المنطقة حوادث مشابهة في الماضي، وخاصة في عام 2022. إلا أن الأسباب الدقيقة وراء جنوح عشرات الآلاف من الأسماك لا تزال غامضة وغير محددة.
أسباب محتملة ولكن غير واضحة
تبقى الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة غير معروفة حتى الآن. وقد طرح العلماء عدة فرضيات، مثل التغيرات المفاجئة في درجات حرارة مياه البحر، وانتشار الطحالب السامة، والتلوث البحري، أو الأمراض التي قد تصيب هذه الأسماك. وتُجرى حالياً تحليلات مكثفة لتحديد السبب الدقيق لنفوق أسماك الأنشوجة على شاطئ سيدي إفني.
التأثير البيئي والاقتصادي
لهذه الظاهرة تأثيرات كبيرة على البيئة والاقتصاد المحلي. تُعتبر أسماك الأنشوبة عنصراً أساسياً في النظام البيئي البحري، حيث تشكل غذاءً للعديد من الكائنات المفترسة. وقد يؤدي اختفاؤها المفاجئ إلى اضطراب في توازن السلسلة الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر هذه الأحداث بشكل كبير على الصيادين المحليين الذين يعتمدون على صيد الأنشوجة كمصدر رئيسي لدخلهم.
تعبئة السلطات والعلماء
تأخذ السلطات المغربية هذه الوضعية بجدية كبيرة وقد قامت بتعبئة موارد كبيرة لمواجهة هذه الظاهرة. تجري عمليات تنظيف مكثفة، وتُجرى بحوث علمية لتحديد الأسباب الدقيقة لنفوق أسماك الأنشوبة. لكن حتى الآن، لم تُسفر التحقيقات عن نتائج حاسمة.
هذه الظاهرة تستدعي تعاوناً مستمراً بين الجهات المعنية لفهمها ومعالجتها، حفاظاً على البيئة البحرية ومصالح المجتمعات المحلية المعتمدة على الصيد.