سلطت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الضوء على تصاعد موجة القمع في الجزائر ضد المثقفين والناشطين، حيث أصبحت الآراء المعارضة للنظام السياسي مصدر خطر على أصحابها.
ويُعد الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صانصال أحد أبرز الضحايا، حيث يواجه عقوبة السجن المؤبد بسبب أعماله الأدبية التي تتحدى الرواية الرسمية للأحداث التاريخية.
وأوضحت الصحيفة أن النظام الجزائري يعتمد على نهج قمعي متأصل منذ الاستقلال في 1962، حيث تميزت العقود الماضية بالسيطرة العسكرية المطلقة، وتهميش الحريات السياسية والاجتماعية.
وأشارت إلى أن النظام يسعى لتثبيت سلطته عبر إسكات أي صوت معارض، وهو ما يبرز في حالة صانصال، الذي يتمتع بشعبية واسعة في الجزائر وخارجها.
صانصال، المعروف بانتقاداته الجريئة للنظام، يعتبر تهديدًا مباشرًا بسبب تسليطه الضوء على قضايا تاريخية وسياسية تُناقض السردية الرسمية. أعماله الأدبية، التي تكشف أوجه القمع والفساد في الجزائر، جعلته هدفًا لنظام لا يتسامح مع أي تحدٍ لهيمنته.
وأضافت الصحيفة أن النظام الجزائري، الذي تميز بترسيخ حكمه عبر حملات الاعتقال والترهيب، لم يتغير رغم التحولات العالمية.
فالسيطرة العسكرية على مؤسسات الدولة، واستغلال الموارد الوطنية، أبرزت صورة نظام يرفض الإصلاح السياسي والاجتماعي، ويواجه مطالب الحرية بالقمع.
قضية صانصال ليست حالة فردية، بل تعكس واقعًا أكبر يعيشه المثقفون والناشطون في الجزائر، حيث أصبحت الحرية الفكرية والثقافية حلمًا بعيد المنال.
ومع تصاعد الانتقادات الدولية، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مستقبل الجزائر في ظل نظام يواجه تحديات داخلية وخارجية تهدد استقراره.