افتتحت، مساء الأربعاء، فعاليات الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز” بمدينة طنجة، تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور أكثر من 250 متحدثاً رفيع المستوى من رؤساء دول وحكومات، ودبلوماسيين، وخبراء دوليين، إلى جانب مشاركة نحو 6000 مشارك من 100 دولة.
وتحمل الدورة الحالية شعار “سيادات وصمود: نحو توازن عالمي جديد”، وتهدف إلى مناقشة التحديات العالمية المتعلقة بالسيادة الوطنية، الأمن الغذائي، الانتقال الطاقي، والأزمات الاقتصادية في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.
في كلمته الافتتاحية، شدد عمدة مدينة طنجة، منير ليموري، على أهمية المنتدى كمنصة للحوار بين الثقافات والحضارات، مشيراً إلى رمزية طنجة بوصفها جسراً للتواصل بين الشمال والجنوب.
وأشاد ليموري، برؤية الملك محمد السادس في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز التضامن الدولي، معتبراً أن استضافة المدينة لهذا الحدث تعكس قدرتها على المساهمة في النقاشات الاستراتيجية العالمية.
من جهته، أكد رئيس معهد “أماديوس”، إبراهيم الفاسي الفهري، أن المنتدى يسعى إلى تعزيز السيادات الوطنية وقدرة الدول على مواجهة الأزمات بشكل مستقل.
وقال الفهري، إن السيادة تعني قدرة الدول على اتخاذ قراراتها بحرية، بينما الصمود هو القدرة على تحويل التحديات إلى فرص للتطور.
واعتبر.رئيس جمهورية القمر الاتحادية، عثمان غزالي، من جانبه، أن السيادة الأفريقية مهددة بتأثير التوترات الجيوسياسية، داعياً إلى التعاون المشترك لتعزيز قدرة الدول على التكيف مع الصدمات العالمية. مضيفا أن “الصمود الحقيقي هو الذي يسمح بحفظ السيادة الوطنية وتجاوز التحديات”.
الوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، أكدت أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أكثر عدالة، مشيرة إلى أن السيادة ترتكز على الأمن الغذائي، التنويع الطاقي، والابتكار التكنولوجي.
أما الوزير الأول الغيني، أمادو أوري باه، فأشاد بتجربة المغرب في تعزيز سيادته الاقتصادية من خلال تطوير قطاع الفوسفاط واقتصاد متنوع، معتبراً ذلك نموذجاً للدول الأفريقية.
اما الوزير الأول لساو تومي وبرينسيبي، باتريس تروفادا، فقد شدد على أهمية تقوية التعاون الإقليمي والأسواق الداخلية الأفريقية لتعزيز الصمود أمام الأزمات الخارجية، داعياً القارة إلى اغتنام الفرص لإعادة تشكيل دورها في النظام العالمي.
ويستمر المنتدى على مدى أربعة أيام، تتخللها ندوات وورش عمل تسلط الضوء على قضايا التحولات الجيوسياسية، الانتقال الطاقي، والتحديات البيئية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين وصناع القرار السياسي.