وجه رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، الجمعة بمدينة غرناطة الإسبانية، رسائل سياسية حازمة خلال الجلسة الختامية للمنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن احترام الوحدة الترابية للدول، والالتزام بالقانون الدولي، يشكلان حجر الزاوية لمواجهة التحديات التي تعرفها المنطقة الأورومتوسطية.
وفي مداخلة وُصفت بأنها تحمل إشارة مباشرة إلى النظام الجزائري، قال الطالبي العلمي إن “الوحدة الترابية للدول وسلامة أراضيها تمثلان الحجر الأساس في العلاقات الدولية، ويجب أن نتخذ مواقف قوية وواضحة وغير متساهلة تجاه أي تهديد لها”.
وأضاف أن “المنطقة، في غياب هذه المواقف، ستكون عرضة للتدخلات الخارجية وللنزعات الانطوائية والمتعصبة والانفصالية”، وهو ما يُقرأ، وفق مراقبين، كردّ واضح على مواقف الجزائر المناهضة للوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعمها المتواصل لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وشدّد رئيس مجلس النواب على ضرورة التعامل بـ”حزم وصرامة” مع التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب، والنزعات الانفصالية، ومحاولات تفكيك الدول، والهجرة، والتغير المناخي، داعيا إلى اعتماد مقاربة جماعية ومتعددة الأطراف تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتأتي هذه التصريحات في سياق إقليمي يتسم بجمود في العلاقات المغربية الجزائرية منذ قرار الجزائر قطع علاقاتها مع الرباط في غشت 2021، واستمرارها في احتضان الكيان الانفصالي ودعم أطروحاته داخل المنابر الدولية.
وبخصوص قضية الهجرة، دعا الطالبي العلمي إلى العودة إلى المرجعيات المتوافق عليها، خاصة الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة، المصادق عليه في مراكش سنة 2018، مؤكداً على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية ضمن احترام قوانين الدول.
وفي الشق المتعلق بالمناخ، طالب الوفاء بالالتزامات الدولية المعبر عنها في مؤتمرات الأطراف، مشيرا إلى أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط مدعوة للاضطلاع بدور فعّال في إرساء السلم والتنمية والتعاون العادل بين دول الشمال والجنوب.
وأكد رئيس مجلس النواب أن المغرب، الذي يُعد من بين مؤسسي المبادرات الأورومتوسطية، يظل ملتزما بتقوية الشراكة المؤسساتية والمدنية على ضفتي المتوسط، انطلاقا من إيمانه العميق بالاندماج الإقليمي، مبرزا أن العديد من التحديات التي تواجه الشمال توجد حلولها في الجنوب، خصوصاً في إفريقيا، “قارة المستقبل”، كما قال.
يُذكر أن المنتدى الدولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط انعقد من 2 إلى 4 أبريل بمدينة غرناطة بمشاركة رؤساء ونواب رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي تضم 43 دولة، وتشكل منصة للحوار والتعاون بين ضفتي المتوسط.