دعا المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد إلى تمكين جميع الصحراويين من الاندماج في المسيرة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن هذه المسيرة ليست حدثا تاريخيا فحسب، بل فلسفة مستمرة تعكس جوهر السيادة والوحدة الوطنية.
وأوضح أوريد خلال مداخلة له في لقاء احتفالي بمدينة الداخلة أن فلسفة الحكم في المغرب تأسست على مبدأ ثابت يتمثل في السيادة الوطنية، في حين تبقى القضايا الأخرى قابلة للنقاش، مشيرا إلى أن هذا النهج يوجه السياسات المغربية منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وأضاف أن قول الحسن الثاني أمام البرلمان عام 1986 بأن “خيرات الصحراء تبقى في الصحراء” يلخص الرؤية الاستراتيجية للمغرب تجاه تنمية الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن مشروع الحكم الذاتي لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة مسار سياسي وتاريخي طويل نضجت ملامحه سنة 2007 ونال تأييدا دوليا واسعا.
وأشار أوريد إلى أن المغرب لم يكتف بطرح حل سياسي، بل أرسى أسس تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة في الأقاليم الجنوبية، جعلت منها نموذجا للاستقرار والإشعاع التنموي في المنطقة.
كما استحضر اللقاء التشاوري الأول بمدينة نواذيبو الذي جمع الراحل الحسن الثاني بالرئيسين الموريتاني المختار ولد داداه والجزائري هواري بومدين، معتبرا أن ذلك اللقاء شكل خطوة استراتيجية نحو استرجاع الأقاليم الصحراوية وتكريس الرؤية التنموية المغربية التي كانت تهدف إلى جعل المنطقة محركا اقتصاديا شبيها بمنطقة “الرور” الصناعية في ألمانيا.
ودعا أوريد إلى أن يكون الاحتفال بالمناسبات الوطنية لحظة لتجديد الالتزام بمسار التنمية واستحضار معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف، مشددا على ضرورة عودتهم والمشاركة في بناء وطن موحد يسع جميع أبنائه.
وفي ختام كلمته، تساءل أوريد عن مشروعية احتكار بعض التنظيمات للحديث باسم الصحراويين، مؤكدا أن الزمن تجاوز تلك التنظيمات التي نشأت في ظروف الحرب الباردة، وأن الحاضر والمستقبل ينتميان لمن يختار طريق التنمية والوحدة.
وأكد أن المسيرة الخضراء تمثل فلسفة مستمرة في الزمن، داعيا من الداخلة إلى مواصلة بناء المغرب الموحد القائم على السيادة والتنمية والاندماج الوطني.
							
