في قلب معرض الفرس بمدينة الجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تفتح “قرية فارس” أبوابها أمام الأطفال لتأخذهم في رحلة مليئة بالمرح والاكتشاف، حيث يتحول الحصان إلى رمز للتعلم والإبداع.
تعد القرية فضاء تفاعليا خصص بالكامل للصغار، يجمع بين المتعة والتعليم من خلال ورشات متنوعة تمزج بين الأنشطة التربوية والرقمية وركوب الخيل والجولات بالعربات. وبهذا، تقدم القرية تجربة استثنائية للأطفال تمزج بين التقاليد المغربية العريقة والحداثة.
وقالت هدى الصفريوي، المسؤولة عن “قرية فارس”، إن فكرة القرية انطلقت من تصور “الحصان في الغابة”، مشيرة إلى أن الهدف هو جعل التعلم ممتعا عبر اللعب، من خلال مشهد متكامل وبرنامج متنوع يمنح الأطفال تجربة غامرة.
وتضيف الصفريوي أن أنشطة القرية تتوزع بين فضاءات داخلية وخارجية، تشمل ورشات لتعلم ركوب “البوني”، ودروسا حول التوازن والعناية بالخيل، إضافة إلى ورشات فنية وألعاب تعليمية داخل القاعات المغلقة. كما تتضمن النسخة الحالية من المعرض لعبة الهروب المستوحاة من التراث المغربي، والتي تجمع بين المنطق والتعاون والاكتشاف الثقافي.
وأشارت الصفريوي إلى أن القرية استقبلت عددا كبيرا من تلاميذ المدارس والجمعيات، موضحة أن التفاعل الكبير الذي حظيت به الأنشطة يعكس نجاح التجربة.
ويستطيع الأطفال في الورشات الترفيهية تصميم كتب مصورة متحركة حول الحصان، أو صناعة مجسمات خشبية وأشكال فنية مستوحاة من عالم الفروسية، إلى جانب إعداد كتب منبثقة وألغاز مرئية تشجع على الإبداع وتنمي الخيال.
وفي ساحات البوني، يتعلم الصغار أساسيات ركوب الخيل والعناية به بإشراف مدربين مختصين يركزون على احترام الحيوان وفهم حركاته.
وقال محمد أمين، منشط ورشة الألغاز، إن الأطفال عندما يجمعون القطع، يكتشفون تفاصيل دقيقة عن الحصان وعالمه، مشيرا إلى أن هذا الشعور بالفخر يعزز استيعابهم لما تعلموه.
ويختتم معرض الفرس فعالياته غدا الأحد، بعد أن شكل على مدى أيام منصة للحوار وتبادل الخبرات بين الفاعلين في قطاع الفروسية، وفرصة لتسليط الضوء على مساهمة مختلف الجهات المغربية في صون التراث الثقافي المرتبط بالخيل.