الجمعة, 5 ديسمبر 2025
اتصل بنا
لإعلاناتكم
وطن24
  • الرئيسية
  • سياسة
  • مال وأعمال
  • تراث وسياحة
  • المغرب الكبير
  • القضية الفلسطينةالقضية الفلسطينة
  • خارج الحدود
وطن24وطن24
بحث
  • الرئيسية
  • سياسة
  • مال وأعمال
  • تراث وسياحة
  • المغرب الكبير
  • القضية الفلسطينية
  • خارج الحدود
  • أمن روحي
  • بيئة وعلوم
  • اتصل بنا
  • لإعلاناتكم
  • شروط الإستخدام
  • سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة لموقع وطن24 © 2025
بدون مجاملة

الخيانة الصامتة لضمير الصحافة

شارك

هناك لحظات في مسار المهن تكون اشبه بشق دقيق في جدار صلب؛ لا يراه الجميع، لكنه يكشف ان البناء لم يعد كما كان.

ما خرج الى العلن من قلب المجلس الوطني للصحافة ليس شقا في جدار تنظيمي، بل انكسارا في حجر الاساس نفسه؛ انكسار يكشف ان الفكرة التي منحت المهنة حق تنظيم ذاتها بدأت تتاكل عند اطرافها قبل ان يلتفت اليها احد.

فجاة، يبدو الجهاز الذي ولد ليحمي ضمير الصحافة وكانه فقد صلته بما يفترض انه يحميه. لم يعد التنظيم الذاتي ممارسة تنزل الى ارض السلوك المهني، بل صار عنوانا رمزيا يرفع فيما تدار خلفه نقاشات بلا طبقات، وتتخذ فيه مواقف بلا ارتفاع.

ولان التسجيلات لا تخلق الحقائق بل تكشفها، فقد بدا واضحا ان الخلل لم يتسلل في تلك اللحظة، بل كان يسري منذ زمن في الفراغات التي لا يراها الا من يعرف هشاشة المهن حين تترك لنرجسية ممثليها.

هؤلاء الذين ائتمنهم الصحافيون على سلامة صورتهم الجماعية، ارتبكوا في اللحظة التي امتحنت فيها قدرتهم على الارتقاء فوق تفاصيلهم. بدا وكانهم نسوا ان التنظيم الذاتي ليس امتدادا لذواتهم، بل نقيضا لها؛ انه ليس اداة يستعمل فيها الصوت الاعلى، بل فضاء يصان فيه الصمت من اجل المبدأ. التنظيم الذاتي ليس صلاحية، بل امتحان دائم: امتحان للقدرة على ان تحمي ما لا يراك احد وانت تحميه؛ ان تزن الكلمة حين يتصور الجميع انك في ماْمن من الوزن.

والاعمق من الواقعة ان الخلل لم يكن في الانفعال، بل في غياب البوصلة. غياب تلك القدرة الدقيقة على التمييز بين النقاش الداخلي وبين الحق الاخلاقي للمهنة في ان تدار مؤسساتها بقدر من الوقار يجعلها جديرة بانتزاع احترام زملائها.

فالانزلاق لم يجرح الاشخاص بقدر ما جرح الفكرة؛ والفكرة هنا هي ان الصحافة، حين تفوض لنفسها حق التاديب، انما تعلن ثقتها بنفسها قبل اي شيء اخر. فاذا سقطت في سوء تدبير تلك الثقة، فقدت شيئا اعمق من الهيبة: فقدت الشرعية الرمزية التي تجعلها قادرة على مساءلة الاخرين.

ولهذا تحديدا يصبح السؤال قاسيا، لكنه سؤال لا بد منه: ماذا يبقى من مهنة اذا اصبح ضميرها المؤسسي هشا الى هذا الحد؟ ماذا يبقى من تنظيم الذات حين تتصرف الذات وكانها خارج كل تنظيم؟ الصحافة لا تخشى اعداءها، بل تخشى لحظات الوهن التي تاتي من داخلها؛ تلك اللحظات التي تنقض فيها المؤسسات التي ولدت لحماية المهنة رباطها الاخلاقي معها، فتبدو كما لو انها تحرس فراغا لا مرجعية له.

ان ما جرى لا يطالب باصلاح اجراء، بل باصلاح معنى. معنى التنظيم الذاتي، ومعنى ان تتحول المهنة الى كيان اخلاقي لا ينهض الا اذا نهض ضمير من يمثلها.

والواقعة، مهما صغر حجمها امام ضجيج الواقع، هي اختبار: اختبار للمهنة ان تقف امام نفسها، بلا اعذار، وبلا انقاذ مصطنع، وان تعيد طرح السؤال الذي يقلق كل مهنة حية: كيف نصون انفسنا ونحن نمسك بادوات صون الاخرين؟

هذا هو العمق الحقيقي للحدث: انه لم يفضح اجتماعا، بل كشف مسافة بدأت تتسع بصمت بين المهنة وصورتها، بين النص والوجدان، بين ما يقال في الضوء وما يمارس في الظل.

 ومتى اتسعت هذه المسافة، لم يعد الخطر في الواقعة، بل في الاستمرار كما لو انها لم تحدث.

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

LO
بدون مجاملة
الخيانة الصامتة لضمير الصحافة

هناك لحظات في مسار المهن تكون اشبه بشق دقيق في جدار صلب؛ لا يراه الجميع، لكنه يكشف ان البناء لم يعد كما كان. ما خرج الى العلن من قلب المجلس…

بانوراما

المغرب الكبير

المغرب يدشن “المعهد العالي للعلوم الأمنية” بإفران لتحديث منظومة التكوين الشرطي

05 ديسمبر 2025
تراث وسياحة

بريطانيا تعتمد التأشيرة الالكترونية للمسافرين من المغرب

05 ديسمبر 2025
المغرب الكبير

“حرير الماء” الجزائري.. طحلب قد يغير قواعد صناعة الأدوية

04 ديسمبر 2025
ثقافة وفنون

كاتبة بين لغتين.. العلمي تجسد الهوية المتنقلة في اعمالها

04 ديسمبر 2025

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية لتصلك آخر الأخبار
وطن24
  • سياسة
  • مجتمع
  • الرياضة
  • مال وأعمال
  • خارج الحدود
  • منوعات
  • تراث وسياحة
شروط الإستخدام
سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لموقع الوطن24 © 2025

وطن24
Username or Email Address
Password

هل نسيت كلمة المرور؟