أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية استثمار الشركات الفرنسية في الصحراء المغربية، مشيرًا إلى أن قرار بعض الشركات بالخروج من القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة كان قرارًا غير صائب.
وفي لقاء اقتصادي نظمته الاتحاد العام لمقاولات المغرب في الجامعة الدولية بالرباط، أوضح ماكرون أن الزيارة الرسمية التي بدأت أمس تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والمغرب، وإظهار الامتنان والأمل تجاه الشركات من كلا البلدين.
وأشار ماكرون إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرًا ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين فرنسا والمغرب، متوقعًا أن تستمر هذه الشراكة لمدة 25 عامًا على الأقل. وأكد على ضرورة أن تستثمر الشركات الفرنسية في فضاء الصحراء المغربية.
وفي سياق حديثه، تناول ماكرون التحديات العالمية التي ظهرت مؤخرًا، مثل الحرب في أوكرانيا، وما تبعها من عقوبات أثرت على العديد من القطاعات، بما في ذلك الأسمدة والطاقة. وأكد أن تحقيق سيادة غذائية حقيقية يتطلب تعزيز الشراكات بين الدول، سواء كانت فرنسا أو المغرب أو حتى بين أوروبا وإفريقيا.
كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن خروج الشركات الفرنسية من العمق الإفريقي يعد خطوة خاطئة، مضيفًا أن المغرب يمتلك استراتيجية فريدة في مجالات التكيف، مثل إدارة المياه والري. واعتبر أن مشاريع “الطرق السريعة للمياه” ومشاريع تحلية المياه تعتبر ثورات قيد التنفيذ، تهدف إلى تمكين المزارعين والسكان من الوصول إلى مياه الشرب والري.
وتحدث ماكرون خلال اللقاء عن الرغبة في أن يكون البلدين شركاء حقيقيين في مجالات المياه والري، معتبرًا أن هذه المشاريع تمثل مصدر إلهام لبقية القارة الإفريقية. كما سلط الضوء على نجاح المغرب في تطوير استراتيجية قوية في مجال الطاقة، حيث دمجت بين الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية والرياح، مما أتاح له إنتاج الهيدروجين الأخضر والكهرباء الخالية من الكربون.
وفي سياق متصل، أشار ماكرون إلى التاريخ الطويل من تبادل المواهب بين فرنسا والمغرب، موضحًا أن الرباط تحتل المرتبة الثانية بعد لبنان من حيث وجود أكبر شبكة تعليمية فرنسية خارج فرنسا، حيث يمثل الطلاب المغاربة أكثر من نصف عدد الطلاب في المغرب.
كما أضاف أن هناك روابط قوية بين الجامعات والمدارس التجارية في البلدين، مثل “سيونس بو”، واعتبر هذه الروابط رمزًا للتعاون المثمر بين الضفتين. وأكد أن الكثير من المواهب الناجحة في الخارج تتطلع للعودة والمساهمة في تطوير وطنها.