مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا اليوم الخميس، اتجهت الأنظار إلى أسواق السلع الأساسية العالمية إلى المنطقة.
أوكرانيا التي تكتسب أهمية كبيرة من خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي التي تمر عبر أراضيها قادمة من روسيا في طريقها إلى أوروبا، تلعب أيضا دورا مهما في توريد القمح والصلب.
بينما تزود روسيا أوروبا بـأكثر من ثلث الغاز الطبيعي الذي تستورده، و25 بالمئة منه يمر عبر أوكرانيا.
وتبرز أوكرانيا باعتبارها خامس أكبر مصدر للقمح في العالم، وتعرف في أوروبا بـ “سلة الخبز”.
صدّرت أوكرانيا ما قيمته 3.1 مليارات دولار من القمح عام 2019، كان لمصر النصيب الأكبر بحصة 22.2 بالمئة.
كما تنتج أوكرانيا قرابة 21 مليون طن من الصلب سنويا، تصدر نحو 60 بالمئة منه إلى مناطق مختلفة لا سيما أوروبا.
أوكرانيا.. طريق محوري لنقل الطاقة
قد يتسبب خطا أنابيب “الإخاء” و”الوحدة” المشيدان في أوكرانيا منذ أيام الاتحاد السوفييتي السابق بانخفاض كبير في كميات الغاز الروسي، في حال شهدا أي خلل.
وعقب الأخبار الواردة من المنطقة، شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا بنسبة 30.7 في العقود الآجلة لشهر مارس في أوروبا.
وأعلنت شركة “غازبروم” الروسية للطاقة في بيان، الخميس، أنها ستواصل نقل الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا تماشيا مع العقود.
ويبرز خط أنابيب “الصداقة”، الأطول في العالم لنقل النفط، كواحد من أهم الخطوط المتجهة إلى أوروبا، حيث ينقل نحو 100 ألف برميل يوميا، ويزود بشكل أساسي دول أوروبا الشرقية مثل سلوفاكيا وتشيكيا.
التوتر الجيوسياسي المتصاعد أثر على أسعار النفط، حيث ارتفع سعر برميل برنت أكثر من 3 بالمئة ليبلغ 103 دولارات للمرة الأولى منذ عام 2014.
وفي الأسواق المالية، انخفضت أسعار الأسهم بشكل حاد، مع ارتفاع أسعار النفط والطاقة والذهب.
وارتفعت أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها منذ غشت 2012، لتصل إلى 9.34 دولارات.
“المركزي” الأوكراني يقيد السحوبات المصرفية
وعلى صعيد متصل، فرض البنك المركزي الأوكراني قيودا على عمليات السحب النقدي، ومعاملات العملات الأجنبية.
وحدد البنك المركزي في بيان، الخميس، قيمة السحوبات من الأرصدة البنكية بـ 100 ألف غريفنا (نحو 340 دولارا).
وأضاف: “تم إيقاف عمليات سوق العملات الأجنبية في أوكرانيا باستثناء بيع العملات الأجنبية”.
كما أوقفت أوكرانيا تبادل الكهرباء مع روسيا وبيلاروسيا لمدة 3 أيام على الأقل.
وتشير “إنرجي تشارتس” التي تشارك بيانات الكهرباء الدولية، أن أوكرانيا أوقفت التيار القادم من بيلاروسيا اعتبارا من 23 فبراير عند الساعة 00.00.
فيما أوقفت الكهرباء القادمة من روسيا في نفس اليوم عند الساعة 22: 00، على أن يتواصل إيقاف الكهرباء حتى 26 فبراير، حيث تهدف أوكرانيا من هذه العملية اختبار نظام الكهرباء لديها.
ورغم التأكيد على أن انقطاع الكهرباء من روسيا وبيلاروسا أمر مخطط له، إلا ان بعض الخبراء يرون أن التوتر الراهن بين كييف وموسكو زاد من وتيرة ربط أوكرانيا بشبكة الكهرباء الأوروبية.
وفي السياق نفسه، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 50 بالمئة في العقود الآجلة لشهر مارس في أوروبا جراء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وبلغ سعر عقود الغاز الطبيعي 135 يورو عند 18.06 بتوقيت وسط أوروبا الخميس، ما يعني ارتفاع سعر عقود الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 52 في المئة مقارنة بإغلاق يوم أمس.
وجاء ارتفاع أسعار الغاز جراء التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا، مصحوبة بمخاوف التوريد.
ويجدر بالذكر أن الدول الأوروبية تستورد 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا.