الجزائر خارج بوابة “البريكس”: كيف أخفقت الدبلوماسية الصدامية؟

وطن 24
وطن 24

تجد الجزائر نفسها في موقف حرج اليوم، غير قادرة على الانضمام إلى مجموعة “البريكس”، رغم الجهود المتواصلة والدعوات المتكررة للانضمام إلى هذه الكتلة الاقتصادية الصاعدة. هذا الفشل الدبلوماسي لا يعكس فقط الأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها الجزائر في علاقاتها الخارجية، بل يعكس أيضاً تراجع تأثيرها الإقليمي والدولي، لا سيما مع شريكها التاريخي، روسيا.

خلال سنوات ماضية، استفادت الجزائر من دعم روسيا خلال كفاحها ضد الاستعمار، واستندت العلاقات الثنائية بين البلدين إلى خصومة مشتركة تجاه القوى الغربية. ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت هذه العلاقة تدهوراً ملحوظاً نتيجة سوء إدارة الجزائر لعلاقاتها الخارجية.

الأحداث الأخيرة في مالي زادت من تفاقم التوتر بين البلدين. إذ تعرضت قوات مالية ومدربوها الروس لهجوم دموي من قبل مجموعات مسلحة، مما تسبب في مقتل العديد من الجنود. وقد أشارت التقارير إلى أن السلطات الجزائرية سمحت لتلك المجموعات بالفرار إلى أراضيها دون ملاحقة، ما أدى إلى توتر في العلاقات مع موسكو.

تأتي هذه الحوادث في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية مع حلفائها التقليديين تحولاً كبيراً، إذ باتت الجزائر محط انتقادات من دول كانت يوماً ما داعمة لها. التحول في موقف الجزائر تجاه تلك الدول يثير تساؤلات حول مستقبل تحالفاتها التقليدية.

وفي مواجهة التوترات المتزايدة على الحدود مع مالي، قامت الجزائر بتعزيز قواتها العسكرية هناك، وبناء حواجز رملية في محاولة لحماية أراضيها من تداعيات الفوضى الأمنية في المنطقة. هذه الإجراءات تعكس مخاوف الجزائر من تدهور الأوضاع الأمنية على حدودها الجنوبية.

ورغم التحديات المتزايدة، لا تزال الجزائر تسعى إلى لعب دور قيادي إقليمي، ولكنها تجد نفسها عاجزة عن بناء تحالفات قوية مع شركائها الرئيسيين، مثل روسيا. ومع تزايد الضغوط الجيوسياسية، أصبح من الواضح أن الاستراتيجية الدبلوماسية الجزائرية تحتاج إلى مراجعة شاملة للتكيف مع الواقع الدولي الجديد.

هذا الفشل في تطوير تحالفات جديدة ينعكس أيضاً على المستوى الاقتصادي. فالجزائر التي كانت تأمل في الانضمام إلى مجموعة “البريكس”، تجد نفسها الآن خارج هذه المنظمة ذات الثقل الجيوسياسي الكبير، مما يؤثر سلباً على فرصها التجارية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

 

شارك المقال
اترك تعيلقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *