وسط تصاعد الانتقادات من أحزاب المعارضة، دافع وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، ووزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا، عن إدارة المغرب لتدفق المهاجرين نحو سبتة ومليلية، مشيرين إلى أن التعاون بين البلدين “مثالي” في هذا السياق.
خلال جلسة الكونغرس يوم الأربعاء، أوضح ألباريس أن إسبانيا والمغرب يعملان على تحقيق هجرة منتظمة وآمنة وبروح إنسانية. وردًا على انتقادات حزب “فوكس” اليميني المتطرف، أكد ألباريس أن إسبانيا ستحافظ على علاقتها الجيدة مع جيرانها، محذرًا من أن تطبيق سياسات فوكس المتشددة قد يضع البلاد في صراعات دبلوماسية.
وأشار إلى أن الحاجز الوحيد الذي يرفضه هو حاجز “الكراهية والانقسام” الذي يسعى اليمين المتطرف إلى فرضه في المجتمع.
ركزت هذه الانتقادات من حزب “فوكس” على سياسة الهجرة التي تتبعها الحكومة الإسبانية، مقترحين إجراءات متشددة مثل الترحيل الفوري للمهاجرين الذين يرتكبون جرائم جسيمة. وأشادوا بالسياسة الإيطالية في التعامل مع الهجرة كنوع من النموذج الذي يجب أن تتبعه إسبانيا.
النائب عن “فوكس”، كارلوس فلوريس، طرح سؤالاً حول مدى جدية الحكومة في حماية الحدود، مشيرًا إلى سهولة اختراقها.
في رده، شدد ألباريس على أهمية التعاون الدولي في مجال الهجرة، مشيرًا إلى دور إسبانيا في تنفيذ برامج تعاون مع دول إفريقيا، بما في ذلك المغرب، لتنمية هذه الدول ومكافحة الاتجار بالبشر. وأعرب عن أسفه لاستغلال حزب “فوكس” لهذه القضية الحساسة لتحقيق مكاسب سياسية، مشيدًا بالتعاون مع المغرب الذي منع دخول آلاف المهاجرين بشكل غير نظامي إلى إسبانيا.
من جهته، أكد وزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا أن الهجرة غير النظامية تُدار بشكل جيد، مشيرًا إلى عدم وجود مشكلة في إدارة هذه الهجرة. ودعا إلى وقف الترويج لخطاب اليمين المتطرف والخطابات العنصرية، مؤكدًا أن الحكومة تعمل بشكل وثيق مع المغرب لضمان ضبط الحدود ومنع استغلال شبكات الهجرة غير الشرعية للأطفال القصر.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه موضوع الهجرة غير النظامية نحو سبتة ومليلية تصاعدًا في الأحداث، حيث أصبحت المدينتان نقطة رئيسية لتدفق المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء والمغرب. يعكس تعاون إسبانيا مع المغرب نهجًا مشتركًا في مواجهة هذه الظاهرة، من خلال تعزيز السياسات الأمنية وتطوير برامج تعاون تركز على التنمية ومكافحة الاتجار بالبشر، مع الالتزام بمعايير حقوق الإنسان.
يشكل التعاون بين إسبانيا والمغرب أحد العوامل الحاسمة في إدارة تدفق المهاجرين نحو سبتة ومليلية، في ظل محاولات لتوازن بين الحاجة إلى ضبط الحدود واحترام حقوق الإنسان، وسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية.