في قلب الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، تتعثر مشاريع كبرى كان من المتوقع أن تساهم في تعزيز التطور الحضري والاقتصادي للمدينة. هذه المشاريع، التي طال انتظارها من قبل الساكنة، تواجه عقبات عديدة تتراوح بين الإهمال وسوء الإدارة، مما يعرقل استكمالها ويؤثر سلباً على مسار التنمية.
1) مشروع تهيئة كورنيش عين السبع
على الرغم من التقدم الملحوظ في أعمال تهيئة كورنيش عين السبع بالدار البيضاء، لا يزال المشروع يواجه تأخيرات متكررة تحول دون إتمامه في الموعد المحدد، حيث كان من المفترض الانتهاء منه في يوليوز الماضي. هذا التأخير يثير تساؤلات حول جدية التزام السلطات المعنية بتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي كان يُعول عليه لتوفير متنفس جديد لسكان مناطق سيدي البرنوصي وعين السبع.
المشروع الذي وقع أمام جلالة الملك محمد السادس في عام 2014 ضمن برامج تطوير المدينة، يهدف إلى خلق بيئة جذابة ومناسبة لسكان المنطقة، بميزانية تقدر بـ 100 مليون درهم. على الرغم من أن الأعمال قد بلغت مراحل متقدمة، إلا أن الساكنة لا تزال تنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من هذا المشروع الذي يعزز الربط بين المدينة والشريط الساحلي.
2) نقل أسواق الجملة إلى حد السوالم
يعد مشروع نقل أسواق الجملة من الدار البيضاء إلى منطقة حد السوالم من أهم المشاريع المنتظرة لتخفيف الضغط عن العاصمة الاقتصادية وتقليل الازدحام المروري المتزايد. يهدف المشروع إلى بناء منصة غذائية وزراعية متكاملة تستوعب هذه الأسواق التي تشمل سوق الجملة للدواجن بحي المحمدي وسوق الجملة للفواكه والخضروات بسيدي عثمان وسوق السمك في الهراويين وسوق بايادا في حي لاجيروند.
رغم تخصيص ميزانية ضخمة تقدر بـ 1.5 مليار درهم لتنفيذ هذا المشروع، إلا أن التنفيذ الفعلي لا يزال بعيداً عن تحقيق الأهداف المحددة، وسط تحديات لوجستية وصعوبات في التنسيق بين الجهات المعنية بالتمويل والتنفيذ.
3) إعادة تأهيل حديقة الحيوانات عين السبع
على الرغم من اكتمال أعمال إعادة تأهيل حديقة الحيوانات عين السبع، إلا أن السلطات لم تحدد بعد موعد الافتتاح الرسمي لهذا المشروع الذي كان من المفترض أن يعيد الحياة إلى أحد أهم أماكن الترفيه في الدار البيضاء. تأسس المشروع عام 2016 بميزانية تقدر بـ 250 مليون درهم، وكان من المتوقع أن يضم الحديقة 45 نوعًا من الحيوانات على مساحة 13 هكتارًا.
لكن، استمرار التأجيل في افتتاح الحديقة أثار استياء سكان المدينة الذين يتطلعون لزيارة هذا المرفق الترفيهي المهم. عدم التزام الجهات المسؤولة بالمواعيد المقررة يشير إلى تحديات كبرى في إدارة المشاريع الحضرية بالمدينة.
4) مشروع المدينة البيئية زناتة
يمتد مشروع المدينة البيئية زناتة على مساحة 1860 هكتارًا، وكان من المتوقع أن يستوعب 300 ألف نسمة ويوفر 100 ألف فرصة عمل عند اكتماله. رغم انطلاق المشروع في عام 2013، إلا أن التقدم على أرض الواقع لا يزال بطيئًا، مما يؤثر على التوقعات الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة ويثير خيبة أمل بين السكان والمستثمرين.
5) المسرح الكبير بالدار البيضاء
يترقب سكان الدار البيضاء بشغف افتتاح المسرح الكبير، الذي استُكملت أعمال بنائه قبل عدة أشهر. هذا المشروع الثقافي الضخم، الذي خصص له ميزانية تجاوزت 1.44 مليار سنتيم، لم يُفتح بعد للجمهور، مما يثير القلق والتساؤلات حول أسباب التأخير. تدخلات مسؤولي الجهة قد تساهم في حل الأزمة، ولكن حتى الآن، لا يزال هذا المعلم الثقافي مغلقًا أمام الجمهور.
هذه المشاريع المتعثرة تمثل تحديات كبيرة تواجه تطور مدينة الدار البيضاء، مما يثير تساؤلات حول كفاءة الإدارة والمساءلة في تنفيذ الخطط التنموية الكبرى.