تشهد العاصمة الاقتصادية المغربية، الدار البيضاء، انتعاشًا في سوق الإيجارات السكنية، حيث تبرز أعداد كبيرة من المباني الجديدة في الأحياء التي تتمتع بخدمات ممتازة. تُوجه هذه العروض بشكل خاص إلى الشباب النشطين الذين يسعون إلى التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية.
وفي هذا السياق، يشير مهدي لحلو، المدير العام لشركة “إيمو كلير سيرفيس”، إلى أن “العرض يفوق الطلب، خاصة فيما يتعلق بالاستوديوهات”. ففي الوقت الذي يبحث فيه المستأجرون عن شقق مناسبة، يبدو أن القوائم المتاحة تتجاوز بكثير الخيارات المتاحة.
في الأحياء الراقية مثل المعاريف، تُحوّل الشقق القديمة إلى استوديوهات، مما يُعتبر نشاطًا تجاريًا مربحًا في ظل قلة الأراضي المتاحة. إذ يمكن العثور على استوديو بمساحة 45 مترًا مربعًا، مزود بشرفة وإمكانية الوصول إلى موقف سيارات، بسعر يبدأ من 6000 درهم.
ومع استمرار الطلب، يشهد السوق تباينًا في الأسعار. حيث تُؤجر الاستوديوهات غير المفروشة بين 4500 و7000 درهم شهريًا، وقد يرتفع الإيجار بنسبة تصل إلى 20% في حال كانت مفروشة. في حين تتراوح إيجارات الشقق من نوع F2 وF3 بين 6000 و9000 درهم.
بفضل برامج التنمية السكنية، يُتوقع أن تشهد السوق مزيدًا من التحسينات. يُشير زينب بوعياد، المديرة العامة لموقع “موبواب”، إلى أن حوالي 70% من الطلب يتركز على العقارات التي تقل أسعارها عن مليون درهم.
من جهة أخرى، تساهم الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030 في تعزيز الاستثمارات في العقارات والبناء، مما يُسهم في تحديث وجه الدار البيضاء وجذب المزيد من السكان الشباب.
تشير توقعات “سوجيكابيتال” إلى أن هذا الحدث سيؤدي إلى تغيير كبير في الاقتصاد الوطني وزيادة في السياحة، مما سيعزز الطلب على الإيجارات ويزيد من تنوع السوق العقارية في المدينة.