سكينة بنحمود: سجلت جهة طنجة تطوان الحسيمة نموا قويا على مر السنوات القليلة الماضية، مدفوعا بتنوع الأنشطة الانتاجية والخدماتية ونجاح تنفيذ العديد من المشاريع المهيكلة.
وبالرغم من تداعيات الأزمة الصحية التي وضعت على المحك كافة الأنشطة الاقتصادية بالمملكة، بل وبالعالم، تمكنت جهة الشمال من الصمود بشكل لافت، وشرعت في إنعاش الاقتصاد بشكل تدريجي على مر السنة الماضية.
وبالفعل، فقد صنفت مجلة (FDI Intelligence)، التابعة للفايننشال تایمز، المنصة الصناعية طنجة المتوسط كثاني أفضل منطقة اقتصادية في العالم.
ويأتي هذا الاعتراف لتعزيز الموقع التنافسي لهذه المنصة الصناعية في إعادة هيكلة سلاسل التموين العالمية، وبشكل خاص في الفضاء الأورومتوسطي.
وبالفعل، فقد بلغ رقم المعاملات الذي حققه طنجة المتوسط خلال الفصل الأول من عام 2021 حوالي 739 مليون درهم، بنمو بنسبة 18 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2020، بينما سجلت أهم مؤشرات الأنشطة المينائية، إلى غاية متم مارس، ارتفاعا بنسبة 35 في المائة بالنسبة لمعالجة الحاويات و 5 في المائة بالنسبة لمعالجة شاحنات النقل الدولي الطرقي.
إلى جانب ذلك، أبرزت دراسة لمركز (بوليسي سانتر أوف ذو نيو ساوث) التدبير “الفعال للغاية” و”المهني” لست مناطق اقتصادية خاصة بطنجة من قبل الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، حيث أن هذه المناطق التي تتمثل في المنطقة الحرة لطنجة، ورونو طنجة المتوسط، وطنجة أوتوموتيف سيتى، والمنطقة التجارية الحرة للفنيدق، وتطوان بارك وتطوان شور، استقطبت استثمارات وخلقت فرص شغل مهمة تستجيب لانتظارات زبائنها الصناعيين.
في قطاع الصناعة، تميزت هذه السنة بكشف مجموعة رونو المغرب عن الطرازين الجديدين “رونو إكسبريس الجديدة” و”رونو إكسبريس فان”، المصنعين بمعمل المجموعة بطنجة.
ويدل إنتاج هذين الطرازين الجديدين لعلامة رونو على تنافسية مصنع طنجة، والثقة في منصة صناعة السيارات المغربية، والصمود الاقتصادي للجهة، حيث أكد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، أن هذا المشروع المهم تم تطويره خلال فترة الحجر الصحي بفضل دعم الملك محمد السادس.
وقال الوزير إن تطوير هذين الطرازين، وبالرغم من ظروف جائحة كوفيد 19، تم بفضل الدعم الملكي السامي، حيث تطلب المشروع اندماج عدة مسارات تكنولوجية ذكية، يتماشى تماما مع أهداف مخطط التسريع الصناعي، الرامية إلى الارتقاء بجودة وكفاءات قطاع السيارات المغربي.
أما بخصوص قطاع الفلاحة، فتتوفر الجهة على كافة عوامل الإنتاج التي تمكن الفلاحين من الاشتغال في سلاسل فلاحية ذات قيمة مضافة عالية، وهي الجهود التي ستتواصل بدينامية كبيرة بفضل استراتيجية “الجيل الأخضر”.
على مستوى سلسلة الفواكه الحمراء، يتوقع أن تصل زراعة 6 آلاف هكتار في أفق عام 2030، وهي سلسلة واعدة تمكن المغرب من التصدير إلى 40 دولة بإنتاج يفوق 200 ألف طن ورقم معاملات يناهز 6 مليارات درهم، فضلا عن إحداث آلاف مناصب الشغل.
كما أن المشروع المغربي الصيني لمدينة محمد السادس “طنجة تيك”، الذي يجري تنفيذه، سيقوي من الدينامية الاقتصادية للجهة، ويلبي تطلعات سكان المنطقة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإحداث مناصب شغل في قطاعات واعدة ومهن المستقبل.
هي العديد من المؤهلات التي تزخر بها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والتي تنضاف إلى المرونة والصمود الذي أبانت عنه عدد من القطاعات الإنتاجية خلال الأزمة الصحية، والتي ستمكن دون أدنى شك من بلوع طموح النمو المستدام.