تنشط العديد من الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، إذ تتلقى الدعم من بعض الدول الإقليمية والمسؤولين في الحكومة السابقة.
وبينما تتقاسم الميليشيات في طرابلس النفوذ على المدينة، أصبحت تحاول في الآونة الخيرة بعد ظهور حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التأكيد على تواجدها وتثبيت مكانتها داخل الأراضي الليبية.
بعد إزدياد المُطالبات المحلية والدولية بإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الاراضي الليبية، شرعت الجماعات المُسلحة في محاولاتها لبسط نفوذها بقوة السلاح وممارسة الضغوطات على الحكومة الجديدة.
يُذكر أن الميليشيات المُسلحة هاجمت مقر المجلس الرئاسي الليبي في العاصمة طرابلس للمطالبة بإقالة وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، والتراجع عن تعيين رئيس جهاز المخابرات حسين العايب مقابل الإبقاء على عماد الطرابلسي.
جاء هذا التمرّد على المجلس الرئاسي، عقب إجتماع لقادة الميليشيات المسلحة في ضيافة رئيس جهاز المخابرات المُقال عماد الطرابلسي، للردّ على تصريح وزيرة الخارجية المنقوش التي دعت من خلاله إلى إنسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها، والتعبير عن رفضهم لقرار المجلس الرئاسي تعيين اللواء العايب على رأس جهاز المخابرات خلفاً للطرابلسي.
أعمال الشغب والتخريب لم تتوقف عند هذا الحد فحسب، حيث تداولت وسائل الإعلام صور لطفل افريقي جرفته الأمواج إلى شواطئ السواحل الليبية، وتعتبر ممارسات التهريب والهجرة الغير شرعية أحد سبل الميليشيات للثراء السريع. وتُحول إحتجاز المهاجرين داخل مراكز الإيواء إلى أحد أهم المجالات المُربحة، ونموذج عمل مغرٍ لشبكات تهريب البشر، لكسب المزيد من الأموال، وسط غياب القانون والمساءلة.
يُذكر أنه في الآونة الأخيرة إرتفعت حدة الإحتقان بين الميليشيات الليبية المسلحة المتنافسة في طرابلس، بعد إندلاع مناوشات بين قوّة الردع وجهاز دعم الإستقرار، وهما من أكبر وأقوى ميليشيات العاصمة التابعة لأجهزة الدولة، فيما يبدو أنّهما دخلا في منافسة محمومة لضمان موقع في المرحلة القادمة.
فقد شهدت العاصمة الليبية منذ فترة إستنفاراً وتحشيداً عسكرياً وإنتشاراً للأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدة مناطق، على خلفية حملة شنتها ما يُسمى بقوة الردع التي يتزعمها عبد الرؤوف كارة لإعتقال عناصر من قوة جهاز دعم الإستقرار الذي أسسه رئيس حكومة الوفاق السابقة فايز السراج ويقوده عبد الغني الككلي الشهير بإسم غنيوة، والإثنان من أشهر أمراء الحرب في غرب ليبيا، إنتهت بإندلاع إشتباكات بينهما.
أعمال الشغب التي تقوم بها الجماعات المسلحة في العاصمة الليبية تُهدد إمكانية الحكومة الجديدة من بسط الأمن والأمان وتهيئة البلاد لإحتضان الإنتخابات الليبية التي من المقرر أن تُقام في أواخر العام الجاري.