في خطوة غير مسبوقة، أصبحت إيطاليا أول دولة تحظر تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك”، وسط مخاوف متزايدة بشأن أمن البيانات والتدخل في تشكيل الرأي العام.
وأكدت هيئة حماية البيانات الإيطالية أن التطبيق تمت إزالته رسميًا من متجري Apple وGoogle Play في البلاد، بعد تحقيقات حول كيفية جمع ومعالجة البيانات الشخصية.
ويأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه “ديب سيك” تدقيقًا واسعًا من قبل الهيئات التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة، بعد أن تمكن التطبيق من تجاوز ChatGPT في عدد التنزيلات، مما أثار قلق كبرى شركات الذكاء الاصطناعي مثل أوبن إيه آي وجوجل.
أكد باسكوالي ستانزيوني، رئيس هيئة حماية البيانات الإيطالية، أن السلطات طلبت من “ديب سيك” تقديم توضيحات حول مصادر بيانات المستخدمين، وأهداف جمعها، والأساس القانوني لمعالجتها، وما إذا كانت البيانات تُخزن في الصين.
كما طالبت الهيئة بتقديم ضمانات لحماية المستخدمين القصر ومنع التحيز الخوارزمي، إضافة إلى إجراءات لمنع أي تدخل انتخابي محتمل عبر الذكاء الاصطناعي.
وأمام الشركة الصينية مهلة 20 يومًا للرد على هذه الاستفسارات، قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات التنظيمية.
لم يقتصر التدقيق على إيطاليا، إذ طلبت لجنة حماية البيانات في أيرلندا معلومات حول كيفية تعامل “ديب سيك” مع بيانات المستخدمين.
وفي ألمانيا، صرح متحدث باسم وزارة الداخلية بأن الحكومة تراقب تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحثًا عن أي تهديد محتمل للانتخابات الوطنية المقبلة المقررة في 23 فبراير.
وقال المتحدث: “تشعر السلطات الأمنية بالقلق بشأن تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تشكيل الرأي العام، خاصة في ضوء الانتخابات المقبلة”.
في واشنطن، حذر مكتب الكونغرس الأمريكي موظفيه من استخدام “ديب سيك”، مشيرًا إلى أن التطبيق يخضع حاليًا للمراجعة ولم يتم التصريح باستخدامه رسميًا داخل المؤسسات الحكومية.
ووفقًا لموقع أكسيوس الإخباري، أرسل كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب إشعارًا للمكاتب الحكومية يوصي بعدم استخدام التطبيق، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول المخاوف الأمنية.
نجح “ديب سيك”، الذي أطلق مساعدًا مجانيًا للذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، في جذب ملايين المستخدمين، ما دفع البعض لاعتباره منافسًا جادًا لعمالقة الذكاء الاصطناعي الأمريكيين.
ويتميز التطبيق بقدرته على إنتاج محتوى متقدم وتحليل البيانات بكفاءة عالية، مع تكاليف تشغيل أقل مقارنة بمنصات مثل ChatGPT، مما يجعله تهديدًا محتملاً لهيمنة شركات التكنولوجيا الأمريكية.
بينما تستعد المؤسسات التنظيمية في أوروبا والولايات المتحدة لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن التطبيق، يطرح الخبراء تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي الصيني في الأسواق الغربية.
هل ستتمكن “ديب سيك” من الالتزام بالمعايير الأوروبية والأمريكية لتجنب مزيد من الحظر؟ أم أن هذا القرار سيمهد الطريق أمام مزيد من القيود على الذكاء الاصطناعي الصيني عالميًا؟