اعتبر رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، أمس السبت 24 يوليوز 2021، بأن “تسريبات بيغاسوس” التي اتهمت السلطات المغربية باستخدام البرنامج الإسرائيلي للتجسس على عدة شخصيات عبر العالم، تمثل “استهدافا مقصودا” للمغرب، واعتبر أن ما نُشر حول استهداف المخابرات للملك محمد السادس نفسه “كذب”، مشيدا في الوقت نفسه بالمدير العام للأمن والوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي.
وأورد ابن كيران “من يقول إن أجهزة المخابرات المغربية تتجسس على الملك كذاب، لكن يجب أن نعرف ما الذي يريده” في إشارة إلى كون الأمر ينطوي على هدف خفي، لكنه شدد على أن تجسس الدول على بعضها أمر لا يتوقف، داعيا إلى عدم الاستغراب من تنصت المخابرات المغربية على أشخاص داخل أرض الوطن لأنها “لن تظل نائمة حتى تقع المصائب، فهي تقوم بدورها بمنطق كوني”.
واعتبر رئيس الحكومة السابق أنه “في هذه المرحلة من تاريخ البشرية كل الدول مستهدفة بما في ذلك الصين والولايات المتحدة الأمريكية، فما بالك بالمغرب”، وأضاف أن المملكة “مستهدفة أولا من طرف حكام جيراننا الذين لا يرغبون في مراجعة أنفسهم”، مشددا على أن رُوج حول المغرب نابع من كونه يسير في الطريق الصحيح، فهو بلد “فيه ديمقراطية رغم كونها غير كاملة، ورغم بعض القوانين المجحفة واستهداف حزب العدالة والتنمية، لكن هذا لا يمنع من أننا نتقدم بالمقارنة مع المراحل السابقة”.
وأبدى ابن كيران تفاؤله بكون “المغاربة لم يهتموا كثيرا بما نشر”، لكنه دعاهم إلى “فتح أعينهم، فالأمر ليس تحركا من منظمة دولية تسعى للدفاع على هدف ما مثل حقوق الإنسان، بل بحسابات وترتيبات”، وتابع “هذه فرصة لأنبه المغاربة في الحاضر وفي المستقبل، لأن مثل هذه الأمور لن تتوقف”، مذكرا بأن “ما كسبه المغرب في الصحراء ومحاربة الإرهاب ليس سهلا وصار يُذكر في العالم كله”.
وفي السياق نفسه خاطب ابن كيران المواطنين المغاربة قائلا “لا تظلموا المسؤولين الأمنيين، وعلى رأسهم عبد اللطيف الحموشي، الذي أنا مقتنع بأنه أفضل من أمسك الملف الأمني في المغرب، حتى لو أخطأ في بعض الأمور”، مضيفا أن “مجال الأمن والمخابرات أكثر المجالات عرضة للخطأ، ولها منطقها الخاص في الاشتغال، ولو شعر أي مواطن بالظلم فهناك طرق لرفعه”.