استبعدت صحيفة “جون أفريك”، تأثر العلاقات المغربية الفرنسية بتشكيل حكومة جديدة في فرنسا، وذلك على خلفية الانتخابات التشريعية المبكرة المزمع إجراؤها عقب الانتخابات الأوروبية التي شهدت مكاسب كبيرة للأحزاب اليمينية.
ونقلت الصحيفة، ضمن تقرير تحت عنوان “أي تأثير للانتخابات الفرنسية على العلاقات بين الرباط وباريس؟”، عن زكريا أبو الدهب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قوله “موقف فرنسا لن يتغير لأنه ينبع من دولة عميقة قرأت المشهد الإقليمي جيداً واستخلصت الدروس، خصوصاً بعد تقارب غير متوازن مع الجزائر على حساب المصالح المفهومة جيداً للمغرب”.
وأضاف أبو الدهب أن نتائج الانتخابات قد تفرض على الرئيس الفرنسي التعايش مع حكومة يمينية، إلا أن ذلك لن يعيق التقارب بين باريس والرباط، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تتمتع بأساس قوي ومستدام يمكنه تجاوز التغيرات السياسية الداخلية في فرنسا.
وأشار إلى أن السياسات الفرنسية تجاه المغرب تعتمد على استراتيجيات أعمق من التوجهات الحزبية الحالية، حيث أن العلاقات الثنائية مبنية على مصالح استراتيجية مشتركة تشمل التعاون في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية.
وذكر التقرير أن التعاون في مجال الهجرة يمثل أحد أعمدة العلاقات بين البلدين، مع تأكيد على أهمية الدعم الفرنسي لسياسات المغرب في هذا المجال، بما في ذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق الريفية المغربية.
وتناول التقرير أيضاً قضية الصحراء المغربية، مؤكداً على دعم فرنسا لموقف المغرب في هذا النزاع، حيث تعتبر باريس أن استقرار المنطقة يعتمد بشكل كبير على حل عادل ودائم لهذه القضية بما يتماشى مع المصالح المغربية.
كما تطرقت الصحيفة إلى الأهمية الاقتصادية للعلاقات الفرنسية المغربية، مشيرة إلى أن فرنسا تعتبر من أكبر المستثمرين الأجانب في المغرب، وأن هناك العديد من المشاريع المشتركة التي تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين، بما في ذلك في مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية.
وخلص التقرير إلى أن العلاقات التاريخية والمتينة بين المغرب وفرنسا تجعلها قادرة على الصمود والتكيف مع التغيرات السياسية، وأن المصالح المشتركة والاستراتيجية ستظل تدعم هذا التعاون الوثيق بغض النظر عن التغيرات في الساحة السياسية الفرنسية.