استبعدت شركة ساوند إنرجي البريطانية، العاملة في مجال التنقيب عن الغاز بالمغرب، إمكانية تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الخارجية في المدى القريب، مؤكدة أن الأولوية ستظل لتلبية الطلب الوطني.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية، غراهام ليون، في مقابلة نشرتها منصة “الطاقة”، إن “المغرب لديه طلب كافٍ، ويحدد أسعار الغاز المحلي وفقًا لذلك لضمان تلبية احتياجاته الداخلية في المقام الأول”، مشيرًا إلى أن السوق المغربية توفر بيئة جاذبة للاستثمار دون الحاجة إلى البحث عن أسواق أكثر ربحية في الخارج.
لكنه لم يستبعد خيار التصدير في حال تجاوز العرض الوطني الطلب، لاسيما أن المغرب متصل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي قد يسمح بتوجيه الفائض نحو الأسواق الأوروبية.
وكانت ساوند إنرجي قد أبرمت في ديسمبر 2024 صفقة مع شركة مناجم المغربية، باعت بموجبها جزءًا من أصولها في المغرب مقابل 45.2 مليون دولار، مع احتفاظها بحصة 20% في امتياز إنتاج حقل تندرارة، و27.5% في تراخيص استكشاف تندرارة الكبير وأنوال.
وفيما أثار الاتفاق تكهنات حول احتمال انسحاب الشركة من السوق المغربية، نفى ليون ذلك قائلاً: “نحن سعداء بالعمل في المغرب، ولدينا مساهمون مغاربة داعمون، بالإضافة إلى شريك قوي مثل مانا إنرجي التابعة لمناجم”، مضيفًا أن تقليص الحصة يعيد الشركة إلى مستوى قريب مما كان عليه في عام 2021.
ورغم استمرار عمليات التطوير، لم يبدأ الإنتاج من حقل تندرارة حتى الآن.
وأوضح ليون أن التأخير يعود إلى مشكلات في التصنيع وسلاسل التوريد خلال عامي 2022 و2023، لكنه أكد أن الغاز سيتدفق خلال عام 2025، على أن تبدأ المبيعات في أواخر الخريف من العام نفسه.
وأشار إلى أن المعدات اللازمة بدأت تصل إلى المغرب، بينما تستعد شركة أفريقيا غاز لبدء عمليات النقل فور توفر الإنتاج.
وفيما يتعلق بمشروع ربط تندرارة بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، قال ليون إن الأمر لا يزال قيد الدراسة، متوقعًا اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في أواخر 2025، على أن يمتد تنفيذ المشروع ما بين 18 و24 شهرًا.
وبشأن عمليات التنقيب، أوضح المسؤول أن الشركة لم تقم بحفر أي آبار في المغرب منذ أكثر من خمس سنوات، لكنها تعتزم استئناف الحفر في تندرارة الكبير وأنوال بعد الحصول على التراخيص اللازمة.
كما أشار إلى أن مشروع التنقيب في سيدي مختار لا يزال في مرحلة المسح الزلزالي، ومن غير المتوقع بدء الحفر فيه قريبًا.
وحول إمكانات الغاز في المغرب، قال ليون إن المملكة لم تسجل حتى الآن اكتشافات “من الطراز العالمي”، لكنه شدد على أن البيئة الاستثمارية تبقى مواتية، بفضل دعم وزارة الانتقال الطاقي والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.
وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى إمكانات غير مكتشفة تتجاوز 20 تريليون قدم مكعبة من الغاز، لكن الأمر يتطلب مزيدًا من الاستكشاف.
وفي إطار خططها التوسعية، تدرس ساوند إنرجي إمكانية دخول قطاع الهيدروجين في المغرب، حيث أطلقت دراسة بالتعاون مع شركة جيتك لاستكشاف فرص إنتاج الهيدروجين الطبيعي. إلا أن ليون أوضح أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية، ويحتاج إلى إطار قانوني واضح قبل المضي قدمًا.
وبشأن استراتيجيتها الإقليمية، قال ليون إن المغرب لا يزال يشكل محور تركيز الشركة، لكنها قد تنظر في فرص استثمارية أخرى بشمال أفريقيا، بما في ذلك مصر، وفقًا لموازنة المخاطر الفنية والسياسية والتجارية.