أعرب حزب “بوديموس” الإسباني في جزر الكناري عن رفضه القاطع لمقترح الحكومة المحلية لنقل مسؤولية استقبال القاصرين المهاجرين إلى المغرب، معتبرًا أن هذه السياسة تتماشى مع ممارسات الترحيل التي تنتهجها حكومات اليمين المتطرف في أوروبا، على غرار ما يحدث في إيطاليا.
وفي بيان رسمي، اعتبر الحزب أن تحويل مسؤولية استقبال هؤلاء القاصرين إلى دولة ثالثة مثل المغرب “يمثل تحولًا خطيرًا يتجاهل حقوق الإنسان، ويستخدم الأطفال كأدوات للتحكم في الهجرة”. وقد استنكر الحزب دعم رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لهذا الاتجاه، مؤكدًا أنه لا يعدو كونه محاولة للهروب من المسؤولية في إدارة الهجرة.
وقالت نويمي سانتانا، النائبة الوطنية والمنسقة الإقليمية للحزب، إن استخدام الأطفال كأدوات في سياسات الهجرة غير الإنسانية والعنصرية أمر مرفوض، داعية إلى إيجاد حلول تحافظ على كرامة وحقوق القاصرين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد إنزال مجموعة من المهاجرين على متن سفينة إيطالية في ميناء شينغن الألباني، ما أثار انتقادات واسعة من قادة أوروبيين. حيث وصف المستشار الألماني أولاف شولتس هذه المراكز بأنها “قطرة في بحر” ولا تشكل حلًا حقيقيًا للأزمة. من جهته، أشار رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، إلى أن مثل هذه المراكز لم تثبت فعاليتها في الماضي.
وفي السياق نفسه، صرح محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بأن مقترح الحكومة الكنارية لنقل المهاجرين القاصرين يواجه عقبات قانونية تمنع إبعاد القاصرين دون ضمانات كافية لحمايتهم وحقوقهم، وفقًا للمواثيق الدولية.
وشدد بنعيسى على أن مشكلة الهجرة غير النظامية تتطلب مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن الحلول المطروحة لا تتجاوز حدود المعالجة الأمنية.