تنطلق اليوم في العاصمة الإثيوبية اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، تمهيدًا للقمة المرتقبة يوم السبت، حيث سيتم انتخاب قيادة جديدة للمفوضية الأفريقية وسط تنافس محموم وتحديات إقليمية متزايدة.
وستشهد القمة اختيار رئيس جديد للمفوضية ونائبه، إلى جانب انتخاب مفوضين وأعضاء في مجلس السلم والأمن ووكالة الفضاء الأفريقية، فضلاً عن مناقشة قضايا سياسية واقتصادية بارزة، أبرزها أزمة السودان وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.
يتصدر السباق على رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي ثلاثة مرشحين، هم رئيس وزراء كينيا السابق رايلا أودينغا، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، ووزير مالية مدغشقر السابق ريتشارد واندريا.
ويحظى أودينغا بدعم قوي من كينيا، التي تعد لاعبًا محوريًا في الاتحاد الأفريقي، حيث أشارت تقارير إلى أن الرئيس الكيني وليام روتو بذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لحشد التأييد له، مما منح المرشح الكيني الأفضلية في السباق.
في المقابل، يتمتع محمود علي يوسف، الذي يشغل منصب وزير الخارجية الجيبوتي منذ عام 2005، بدعم دول عربية وإسلامية، بالإضافة إلى مساندة قوية من الكتلة الفرانكفونية في القارة.
تشهد انتخابات هذا العام تغييرًا في طريقة اختيار القيادة، حيث تم تقييد الترشح لرئاسة المفوضية بدول شرق أفريقيا، بينما حُصر منصب نائب الرئيس على دول شمال القارة، تطبيقًا لقرار التناوب بين المناطق الخمس لتعزيز التوازن الجغرافي داخل الاتحاد.
وتتنافس أربع مرشحات على منصب نائب رئيس المفوضية، وهن حنان مرسي من مصر، ومليكة حدادي من الجزائر، ولطيفة أخرباش من المغرب، ونجاة الحجاجي من ليبيا، مع بروز المرشحتين المصرية والجزائرية كأوفر حظًا للفوز.
إلى جانب الانتخابات، يبحث القادة الأفارقة ملفات محورية، أبرزها تقرير مجلس السلم والأمن حول النزاعات في القارة، خصوصًا الأزمة السودانية التي باتت تمثل أحد أكبر التحديات الإنسانية والسياسية.
وفي هذا السياق، أعلن مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان، محمد بن شمباس، عن قمة مرتقبة تهدف إلى تمهيد الطريق لحوار سوداني شامل، في محاولة لوضع جدول أعمال لحل الأزمة وإعادة الاستقرار إلى البلاد.
كما يناقش القادة استكمال الإطار القانوني لمنطقة التجارة الحرة القارية، والمصادقة على أنظمة جديدة تتعلق بالتأهب للكوارث وسلامة الأغذية، في خطوة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
من المتوقع أن تسفر القمة عن قرارات حاسمة بشأن القيادة المستقبلية للاتحاد الأفريقي، في ظل الرهانات الكبيرة على تعزيز دور المنظمة في حل النزاعات وتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي في القارة.
ومع احتدام المنافسة على رئاسة المفوضية، تترقب العواصم الأفريقية والعالمية نتائج التصويت، والتي قد تعيد تشكيل المشهد الدبلوماسي في أفريقيا وتحدد مسار التوجهات الإقليمية للسنوات المقبلة.