في ظل التصاعد المستمر للأعمال العدائية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، تتزايد الدعوات لتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 كوسيلة لإعادة الاستقرار إلى لبنان، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني مع سقوط المئات من القتلى وآلاف الجرحى. ويأتي هذا التصعيد في أعقاب القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق لبنانية متعددة، ما يعيد النقاش حول ضرورة تنفيذ هذا القرار الأممي، الذي يُنظر إليه كحل وحيد لإخماد التوترات وإحلال السلام.
دور الأمم المتحدة وتفعيل القرار 1701
دعت قوات “اليونيفيل”، العاملة في جنوب لبنان، جميع الأطراف إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 1701، معتبرة إياه الحل الوحيد القابل للتنفيذ لإعادة الاستقرار إلى المنطقة. من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة العودة إلى التطبيق الكامل لهذا القرار لوقف التصعيد ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع.
تصريحات المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين
من الجانب اللبناني، أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، استعداد بلاده لتطبيق القرار وإرسال الجيش اللبناني إلى المناطق الحدودية جنوب نهر الليطاني. في المقابل، طالبت الحكومة الإسرائيلية بتطبيق نفس القرار للحد من الانفلات الأمني. ورغم هذه الدعوات، فإن التوترات العسكرية لا تزال تشتد، حيث تبادل الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” إطلاق النار بشكل مستمر منذ أكتوبر 2023.
القرار 1701: أساس الحل
القرار الأممي رقم 1701، الذي تبناه مجلس الأمن في 11 أغسطس 2006، وضع نهاية لحرب يوليو بين إسرائيل ولبنان، وحدد مجموعة من الإجراءات لضمان وقف الأعمال العدائية. وأهم هذه الإجراءات تشمل إنشاء منطقة عازلة بين نهر الليطاني والخط الأزرق، على أن تخلو من أي وجود عسكري باستثناء الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”.
الوضع الحالي والتصعيد
مع استمرار الأعمال العسكرية بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، لا تزال قوات “اليونيفيل” تعمل على مراقبة الخط الأزرق لضمان احترام وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن الوضع الميداني يشير إلى تصعيد خطير، حيث تتبادل الأطراف الضربات العسكرية وتزداد الضغوط الدولية لاحتواء الأزمة.
هل يمكن إعادة الاستقرار؟
بينما تتصاعد الدعوات لتطبيق القرار 1701، يبقى التساؤل مطروحاً حول مدى فعالية هذا القرار في ظل التصعيد الحالي. وما إذا كان المجتمع الدولي قادراً على فرض حلول دائمة تمنع تجدد الأعمال القتالية وتعيد الاستقرار إلى لبنان والمنطقة.