في خطوة تعكس التقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده المغرب، نجحت الطائرة المسيرة “أطلس” في أول اختبار عملي لها، لتسجل إنجازًا جديدًا في مجال الابتكار والصناعة الجوية المحلية. الطائرة، التي تم تطويرها وتصميمها من قبل المهندس المغربي سفيان أماكي وفريقه في شركة “AeroDrive Engineering Services”، تعد إنجازًا كبيرًا للصناعة التكنولوجية المغربية.
“أطلس”، المصممة لأغراض عسكرية مثل الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، تمثل نقلة نوعية في صناعة الطائرات المسيرة في المغرب. ويمثل هذا الابتكار تتويجًا لجهود فريق من خريجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، بالتعاون مع جامعات مغربية أخرى مثل جامعة القاضي عياض بمراكش وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
قدرات متقدمة واختبار ناجح
تم تطوير الطائرة المسيرة على مدار شهور من الأبحاث والتجارب الدقيقة، لتصبح جاهزة للقيام بمهامها المتعددة، بدءًا من المراقبة الجوية وصولًا إلى جمع المعلومات الحيوية في ظروف مناخية قاسية. نجاح التجربة الأولى لـ”أطلس” يمثل خطوة هامة نحو تعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا العسكرية في شمال أفريقيا.
رؤية طموحة للمستقبل
يعكس هذا الابتكار الجديد الطموح الكبير الذي يسعى إليه سفيان أماكي وفريقه، وهو تعزيز دور المغرب كمركز إقليمي للتكنولوجيا الحديثة. الطائرة المسيرة “أطلس” ليست سوى بداية لطموحات المغرب في تطوير صناعة الطائرات بدون طيار، حيث يأمل الفريق أن تكون هذه الطائرة جزءًا من سلسلة من الابتكارات التكنولوجية المستقبلية التي ستحقق للمغرب استقلالية تكنولوجية وتقلل من الاعتماد على الاستيراد الخارجي في المجالات العسكرية.
دعم الابتكار المحلي
نجاح “أطلس” لم يكن ليحدث لولا التعاون المثمر بين القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص في المغرب. المهندس أماكي، خريج جامعة محمد السادس، استطاع توظيف الكفاءات المحلية لبناء فريق يجمع بين المهارات الأكاديمية والتطبيقات العملية، مما يجعل من هذا المشروع نموذجًا يحتذى به في مجالات الابتكار والتطوير الصناعي بالمغرب.
هذا الإنجاز يمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المغرب في تعزيز قدراته الصناعية والتكنولوجية، خصوصًا في مجال الطائرات المسيرة التي أصبحت تلعب دورًا حيويًا في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية على حد سواء.