تشهد إسرائيل موجة هجرة غير مسبوقة، حيث غادر عشرات الآلاف من الإسرائيليين البلاد خلال الأشهر الماضية، مدفوعين بتصاعد الحرب في غزة وعدم الاستقرار الداخلي، إضافة إلى سياسات الحكومة الإسرائيلية والنفوذ المتزايد للتيارات الدينية المتشددة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن 82,700 إسرائيلي غادروا البلاد في عام 2024، وهو رقم قياسي يعكس تنامي القلق داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن المستقبل.
تشير المعطيات إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مساحة لنقاش خيارات الهجرة، حيث يبحث الإسرائيليون عن فرص في دول مثل البرتغال واليونان وكندا.
إلا أن هذه الظاهرة تثير جدلاً داخليًا، حيث يواجه المهاجرون اتهامات بـ”الخيانة” من قبل بعض مواطنيهم.
وقال إيلان ريفيفو، رجل أعمال متخصص في خدمات الهجرة، إن شركته، التي كانت في السابق تساعد يهود الخارج على الاستقرار في إسرائيل، باتت الآن تشهد العكس، حيث تسجل طلبات متزايدة لمغادرة البلاد، وهو أمر لم يكن متوقعًا بهذا الحجم.
وأضاف أن الأسباب تتجاوز الحرب، إذ يشعر الكثيرون بانعدام الأفق السياسي والاقتصادي، مما يدفعهم إلى البحث عن مستقبل أكثر استقرارًا لأبنائهم عبر الحصول على جنسية ثانية.
تظل هذه الهجرة مرتبطة بشكل وثيق بتطورات الصراع في غزة، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حكومته تحتفظ “بالحق” في استئناف العمليات العسكرية رغم الهدنة الحالية، ما يزيد من حالة القلق لدى الإسرائيليين.
ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، تزداد المخاوف من استمرار السياسات الحالية، مما قد يدفع المزيد من الإسرائيليين إلى مغادرة البلاد، في وقت تشهد فيه إسرائيل انقسامات داخلية متزايدة بين التيارات السياسية والاجتماعية المختلفة.