يكشف تفكيك المغرب لخلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” عن استمرار التهديدات الأمنية التي تستهدف المملكة، وسط تساؤلات حول ارتباط المخططات الإرهابية بأجندات إقليمية معادية يقودها خصوم المغرب التقليديون، وعلى رأسهم الجزائر وجبهة البوليساريو.
وأكد الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوبكر سبيك، في ندوة صحفية أن “منسوب اليقظة ينبغي أن يظل مرتفعا لتحييد وإجهاض المخططات الإرهابية التي تستهدف المغرب”، مشددا على أن التنظيمات المتطرفة لا تشتغل وفق رزنامة زمنية محددة، بل تتحين الفرص لتنفيذ عملياتها.
ويرى محللون أن التوقيت الذي جرى فيه إحباط هذا المخطط الإرهابي يطرح تساؤلات حول خلفياته، في ظل سياق إقليمي متوتر وتصاعد الحملات العدائية ضد المغرب من طرف الجزائر والبوليساريو، خاصة على المستوى الإعلامي والسياسي.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الجماعات المتطرفة قد تستفيد من الدعم اللوجستي أو التسهيلات غير المباشرة في مناطق النزاع، خصوصًا في منطقة الساحل حيث تنشط التنظيمات الإرهابية بتقاطع مع شبكات التهريب والجريمة المنظمة.
وفي هذا السياق، أشار المسؤول الأمني محمد نيفاوي إلى “الارتباط المقلق للتهديد الإرهابي بالتكنولوجيات الحديثة للتواصل”، مؤكدا أن “لجوء المتطرفين إلى شبكة الإنترنت أدى إلى ظهور جيل جديد من هذه الفئة، تلقى تدريبا افتراضيا وأضحى مستعدا للقيام بعدة مشاريع تخريبية”.
وتكشف الخبرة العلمية التي أجريت على المحجوزات أن الخلية الإرهابية كانت قد بلغت مراحل متقدمة في التحضير لتنفيذ عمليات تستهدف منشآت أمنية واقتصادية، وفق ما أكده والي الأمن عبد الرحمان اليوسفي العلوي.
وتضمنت المحجوزات عبوات ناسفة موصولة بأجهزة تفجير عن بعد، ما يعكس تطور أساليب التنفيذ المعتمدة من قبل هذه الجماعات.
وكانت السلطات المغربية قد حذرت مرارًا من أن التهديد الإرهابي لا ينفصل عن الأجندات المعادية التي تستهدف استقرار المملكة، حيث سبق للأجهزة الأمنية أن فككت شبكات يشتبه في ارتباطها بجهات إقليمية لها مصلحة في زعزعة الأمن المغربي.
وفي هذا الإطار، يثير تنسيق التنظيمات الإرهابية مع جهات أخرى في المنطقة تساؤلات حول مدى استغلال بعض الفاعلين الإقليميين لهذه الجماعات في إطار الحرب غير المباشرة ضد المغرب.
ومع استمرار المملكة في سياستها الاستباقية، يبقى التحدي الأمني مرتبطًا بقدرة الأجهزة على مواجهة التهديدات المتجددة، سواء كانت نابعة من الجماعات المتطرفة أو مدفوعة من جهات إقليمية معادية.