جدد المغرب تمسكه بمخطط الحكم الذاتي تحت سيادته كحل وحيد وواقعي للنزاع حول الصحراء، وأكد دعمه الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وقال رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مخطط الحكم الذاتي “يشكل الإطار الوحيد الجدي وذي المصداقية لتسوية هذا النزاع الإقليمي”، مشيرا إلى أن “غالبية الدول تعتبره أساسًا براغماتيًا لإنهاء هذا الملف المفتعل”.
وأضاف أن الدينامية الدولية الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية “ترسم معالم واضحة لمرحلة جديدة”، مؤكداً أن الوقت قد حان لطي هذا النزاع “في احترام تام لوحدة المملكة الترابية”.
وأشار إلى أن الأقاليم الجنوبية شهدت، في السنوات الأخيرة، تحولاً سوسيواقتصادياً لافتاً بفضل النموذج التنموي الجديد، مما جعلها منصة استراتيجية في خدمة السلام والأمن والتنمية المشتركة.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد أخنوش أن القضية الفلسطينية “تظل مركزية في السياسة الخارجية المغربية”، مجددًا دعم المملكة الثابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، يواصل الدفاع عن الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، رافضًا كل الإجراءات الأحادية التي تقوض جهود السلام.
وعلى الصعيد التنموي، استعرض رئيس الحكومة ما وصفه بـ”الدينامية المتسارعة” التي يشهدها المغرب في قطاعات حيوية، على رأسها الانتقال الطاقي، حيث أشار إلى الاستثمارات المتواصلة في الطاقات المتجددة، بهدف تعزيز الأمن الطاقي ومواجهة التغيرات المناخية.
وتوقف أيضا عند أزمة الإجهاد المائي، موضحًا أن المملكة اعتمدت سياسات مبتكرة تشمل تحلية مياه البحر، ونقل المياه بين الأحواض، وإعادة استخدام المياه العادمة، إلى جانب توسيع شبكات الري الفلاحي المقتصد.
وفيما يتعلق بالتحول الرقمي، قال أخنوش إن المغرب أطلق استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” بهدف تسريع الانتقال إلى اقتصاد رقمي مندمج، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كمجال واعد في الصحة والتعليم والفلاحة.
ودعا إلى جعل هذه التكنولوجيات رافعة للتنمية بدل أن تتحول إلى مصدر للإقصاء، مشددًا على ضرورة تأمين تحول رقمي عادل وشامل.
وفي سياق حديثه عن الرهانات الدولية، أشار أخنوش إلى أن تنظيم المغرب المشترك لبطولة كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال، يعكس قدرة المملكة على الانخراط في مشاريع ذات بعد عالمي، مشيدًا بالرياضة كأداة للدبلوماسية الثقافية والحوار بين الشعوب.
وبخصوص السياسة الإفريقية للمغرب، قال إن القارة السمراء تظل في صلب الرؤية الاستراتيجية التي يقودها الملك محمد السادس، معتبرًا أن مبادرات مثل “مسار الرباط” للدول الإفريقية الأطلسية، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، تترجم منطقًا جديدًا للتضامن الجيوسياسي والتنمية المشتركة.
وأضاف أن إفريقيا باتت “فضاءً للتجديد والابتكار”، من خلال مشاريع مهيكلة تعزز اندماج القارة في النظام الاقتصادي العالمي.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الحكومة إلى تعزيز التعددية الدولية القائمة على التعاون المتوازن، والعمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية والرقمية والتنموية التي تعصف بالعالم.

