تسبب تساقط الأمطار الغزيرة في المغرب والفيضانات في وادي نهر السنغال جنوب موريتانيا في ارتفاع ملحوظ بأسعار الخضروات في السوق “المغربي” بالعاصمة نواكشوط، ما أثار استياء كل من الباعة والمستهلكين.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت السوق استقراراً في الأسعار، بفضل التدفق المنتظم للخضروات المستوردة من المغرب ومن إنتاج منطقة وادي السنغال. غير أن موجة الأمطار الأخيرة في المغرب تسببت في اضطراب سلسلة التوريد، ما أثر بشكل مباشر على الأسعار. وأصبحت أسعار البصل والبطاطس والجزر أعلى من المعتاد، ما زاد من عبء الإنفاق على المستهلكين.
يؤكد “معطى الله ولد سيدي”، وهو أحد باعة الخضروات، أن كل مخزونه يأتي من المغرب، وأن اضطراب الإمدادات هناك بسبب الأمطار أثر على السوق المحلي في نواكشوط. ويرى أن سوء الأحوال الجوية في مناطق زراعية موريتانية كذلك زاد من تعقيد الوصول إلى الحقول، مما أثر على عمليات الحصاد.
وإلى جانب ذلك، واجهت مناطق زراعية رئيسية في موريتانيا تدميراً واسعاً بسبب فيضانات نهر السنغال. وقد ارتفع منسوب النهر إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، ما أدى إلى تدمير المحاصيل في مناطق عديدة نتيجة الفيضانات التي فاجأت المزارعين المحليين، بعد سلسلة من الأمطار الغزيرة في موريتانيا والدول المجاورة.
تفاقم الأزمة وتأثيرها على المستهلكين
بالإضافة إلى العوامل الطبيعية، يرى بعض الباعة أن المضاربة تسهم في رفع الأسعار بشكل غير مبرر. ويشير “بوناس ولد يسلم”، وهو بائع آخر، إلى أن الأمطار في المغرب وفيضانات الجنوب الموريتاني أسهمتا في رفع سعر الكيلوغرام الواحد من البصل والبطاطس ليصل إلى حوالي 30 أوقية.
أما المستهلكة “جينا با سامبا”، فقد عبرت عن استيائها من ارتفاع الأسعار، وخاصة أسعار البصل والبطاطس، معتبرة أن الأزمة تعود إلى توقف الإمدادات من مناطق وادي السنغال بسبب الفيضانات.
ومع استمرار الأزمة المناخية وتأثيراتها على سلاسل الإمداد الزراعي، يترقب المستهلكون والباعة في موريتانيا تحسن الأوضاع المناخية لعودة الأسعار إلى
معدلاتها المعتادة.