أعلنت الحكومة البرتغالية المؤقتة عزمها ترحيل نحو 18 ألف مهاجر غير نظامي، في خطوة مفاجئة تتزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية المبكرة المقررة في 18 ماي الجاري، وسط تصاعد الجدل بشأن قضايا الهجرة والاستقرار السياسي.
وأوضح وزير شؤون الرئاسة، أنطونيو ليتاو أمارو، أن السلطات ستشرع ابتداء من هذا الأسبوع في إصدار إشعارات لمغادرة التراب البرتغالي، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى من هذه الإخطارات ستشمل حوالي 4500 شخص، سيتم منحهم مهلة عشرين يوماً لمغادرة البلاد طواعية.
القرار جاء غداة الإعلان الرسمي عن انطلاق الحملة الانتخابية، التي تبدو محفوفة بالترقب والغموض، في ظل غياب توقعات بفوز أي من الأحزاب بالأغلبية المطلقة. وكانت حكومة الأقلية برئاسة لويس مونتينيغرو، المنتمي إلى التحالف الديمقراطي اليميني، قد سقطت في مارس الماضي عقب حجب الثقة عنها بسبب قضية تضارب مصالح مرتبطة بشركة مملوكة لعائلته.
ويأمل مونتينيغرو (52 عاماً) في استعادة المبادرة السياسية من خلال تحالف جديد مع الحزب الليبرالي الذي تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية حصوله على 7 بالمائة من الأصوات. غير أن المراقبين، ومنهم الخبيرة السياسية مارينا كوستا لوبو من جامعة لشبونة، يشككون في قدرة هذا الائتلاف على ضمان الاستقرار السياسي.
من جانبه، هاجم زعيم المعارضة الاشتراكية بيدرو نونو سانتوس أداء مونتينيغرو، معتبراً أنه “العامل الرئيسي في عدم الاستقرار”، بينما استغل الأخير المناظرة التلفزيونية للرد على الاتهامات والتشديد على ضرورة تفادي سيناريو حكومة أقلية جديدة.
في الأثناء، اعتبر مراقبون أن قرار ترحيل المهاجرين يأتي ضمن محاولة من الحكومة لجذب أصوات ناخبي حزب “تشيغا” اليميني المتطرف، الذي عزز موقعه كثالث أكبر قوة سياسية في البلاد، بعد أن حصل على 18 بالمائة من الأصوات في انتخابات سابقة، مستفيداً من تصاعد الخطاب المناهض للهجرة.
وشهدت البرتغال في السنوات الأخيرة تضاعف عدد الأجانب أربع مرات، ليصلوا إلى نحو 15 بالمائة من السكان، في ظل أزمة سكن متفاقمة ونمو اقتصادي بطيء، حيث سجل الناتج الداخلي الخام انكماشاً بنسبة 0,5 بالمائة في الربع الأول من 2025، في أسوأ أداء منذ جائحة كوفيد.
وفيما تتواصل التحضيرات للانتخابات التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة، يبقى مصير آلاف المهاجرين، والرهانات على استقرار حكومة جديدة، محور التجاذبات التي ستطبع الحملة الانتخابية القصيرة الممتدة لأسبوعين.