استهدفت القوات المسلحة الملكية المغربية، في الساعات الأخيرة، سيارة رباعية الدفع كانت تقترب بشكل مشبوه من الحزام الأمني الدفاعي بمنطقة أمهيريز، الواقعة شرق الجدار الرملي بالصحراء المغربية.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن العملية، التي نُفذت بواسطة طائرة مسيّرة، جاءت في سياق التدخلات الوقائية التي يباشرها الجيش المغربي في المناطق العازلة، من أجل التصدي لأي محاولة تسلل أو استفزاز من طرف ميليشيات “البوليساريو” المدعومة من الجزائر. وأسفرت الضربة عن تدمير السيارة المستهدفة بالكامل، دون تسجيل إصابات في الأرواح، حسبما أوردته مصادر محلية بمنطقة الحادث.
ويؤكد المغرب، بشكل مستمر، أن تواجد أي تحرك معادٍ قرب الحزام الأمني يُعتبر عملا استفزازياً يُهدد الاستقرار في المنطقة، ويمنح القوات المسلحة الملكية كامل الصلاحية للرد الحازم وفق قواعد الاشتباك المعمول بها.
وتُعد منطقة أمهيريز واحدة من أبرز النقاط التي تلجأ إليها ميليشيات البوليساريو للقيام بحركات استعراضية دعائية، منذ إعلانها الأحادي في خريف 2020 عن “انهيار وقف إطلاق النار”، عقب تدخل المغرب لتأمين معبر الكركرات.
وتأتي هذه العملية في سياق دينامية عسكرية جديدة تعتمد فيها المملكة بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة لتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما ساهم في تعزيز مراقبة الحدود الشرقية والتصدي لمحاولات الاختراق، كما تُؤكده تقارير دولية تناولت فعالية المنظومة الدفاعية المغربية.
ورغم المحاولات المتكررة لزعزعة الوضع من طرف البوليساريو، تواصل المملكة المغربية التشبث بخيار الحل السياسي الواقعي، المبني على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي تحظى بدعم متزايد من المنتظم الدولي، في مقابل استمرار الجبهة الانفصالية في خطابها المتصلّب الذي لم يعد يجد الصدى ذاته، حتى لدى بعض من كانوا سابقاً من داعمي أطروحتها.
ويأتي هذا الحادث في وقت يواصل فيه المبعوث الأممي للصحراء، ستافان دي ميستورا، جهوده لإعادة إطلاق العملية السياسية، وسط دعوات متكررة من الرباط بضرورة احترام الاتفاقات والمرجعيات الأممية، وعلى رأسها القرار 2654 الصادر عن مجلس الأمن، الذي يُشدد على واقعية الحل ويحمّل الجزائر مسؤولية سياسية واضحة في النزاع المفتعل.