وطن 24 – متابعة
صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية، المغرب في المستوى الثاني من نظام تحذيرات السفر، وهو المستوى ذاته المعتمد لفرنسا وألمانيا، مؤكدة أن الوضع الأمني في المملكة لا يستدعي إصدار تحذيرات خاصة أو فرض قيود على حركة السفر.
يعني هذا التصنيف، المُدرج تحت عنوان “المستوى الثاني – الحذر المتزايد” (Level 2: Exercise Increased Caution)، أن السفر إلى المغرب لا يخضع لأي توصيات بالمنع أو التأجيل، ويقتصر على توجيهات عامة مماثلة لتلك المعتمدة في دول مثل فرنسا وألمانيا.
ولم تُسجل الولايات المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، حوادث أمنية كبيرة داخل التراب المغربي. كما لم تُصدر سفارتها في الرباط أي تنبيهات نشطة تتعلق بخطر داهم أو تغيير في المعطيات الميدانية.
ويستخدم نظام تحذيرات السفر الأمريكي أربع مستويات، يُدرج المستوى الثاني منها الدول التي تُعتبر آمنة عموماً، لكنها قد تعرف تهديدات محدودة، مثل الجرائم الصغيرة أو احتمال استهداف منشآت عمومية دون مؤشرات فعلية على وقوع خطر.
في المقابل، حذّرت الخارجية الأمريكية من السفر إلى مناطق محددة في الجزائر، لا سيما في الجنوب والحدود الشرقية والجنوبية، بسبب ما وصفته بـ “خطر الإرهاب والاختطاف”.
وجاء في الوثيقة الرسمية أن جماعات مسلحة لا تزال تنشط في بعض الأقاليم الصحراوية، خصوصًا قرب الحدود مع ليبيا ومالي والنيجر، مع تنبيه واضح للمواطنين الأمريكيين بعدم مغادرة المناطق الحضرية أو استخدام الطرق الثانوية في هذه المناطق.
ويُدرج تصنيف الجزائر تحت توصيتين منفصلتين: الأولى تدعو إلى “ممارسة الحذر المتزايد” في بعض المناطق، فيما تُوصي الثانية بـ”تجنّب كلي للسفر” إلى المناطق المصنفة عالية الخطورة.
ويُبرز الفارق بين تصنيف المغرب والجزائر في هذه الوثائق التباين في تقدير المخاطر الميدانية حسب القراءة الأمريكية، خاصة في ما يتعلق باستقرار المدن، نشاط الجماعات المسلحة، وسهولة التنقل بين المناطق.
وتعتمد الخارجية الأمريكية على هذا النظام كمرجع استشاري للمواطنين، ويُستأنس به أيضًا في قرارات دبلوماسية وتجارية، دون أن يكون موجّهًا سياسيًا مباشرًا.
ويُعوّل المغرب على هذا التصنيف لتثبيت صورته كوجهة آمنة ومستقرة، خاصة في ما يتعلق بالسياحة والاستثمار. وتشير البيانات الرسمية إلى استقبال المملكة لأكثر من 14 مليون سائح خلال عام 2024، مع توقعات تتجه نحو بلوغ 17 مليونًا بحلول 2026.
وتعتبر السلطات المغربية أن الاستقرار الأمني عنصر محوري في تسويق الوجهة، إلى جانب تطور البنية التحتية وتوسيع الربط الجوي نحو أسواق جديدة في أوروبا وأمريكا الشمالية والخليج.
ويأتي تثبيت التصنيف الأمريكي بعد أشهر من احتجاجات شبابية متفرقة في مدن مغربية، نظمتها مجموعات تطلق على نفسها اسم “جيل Z 212″، دون أن تسجَّل اضطرابات واسعة أو خروج عن السيطرة.
