شهدت عدة مدن إسبانية احتجاجات غير تقليدية ضد ما يعتبره السكان المحليون “غزوا سياحيا” يؤثر سلبا على حياتهم اليومية.
واستخدم محتجون في برشلونة وجزيرة مايوركا مسدسات مائية لرش السياح تعبيرا عن رفضهم للسياحة الجماعية المتزايدة.
ورفع المتظاهرون شعارات مثل “عطلتكم شقائي” و”السياحة الجماعية تقتل المدينة”، في تحرك رمزي سلط الضوء على استياء متزايد من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للسياحة المفرطة.
وقال أحد المتظاهرين بعد رش زوجين في مقهى بالشارع إن هذه الخطوة تهدف إلى لفت الانتباه إلى ما وصفه بـ”الاستحواذ الكامل على المدينة من قبل الزوار”، مضيفا أن السكان يطالبون باستعادة مدنهم.
ويرى المحتجون أن النموذج الاقتصادي المعتمد على السياحة يؤدي إلى ارتفاع أسعار الإيجارات، ويفرض ضغطا على البنية التحتية، ويساهم في تدهور الخدمات مثل جمع النفايات وتوفير المياه، حسب ما أوردته مجلتا “دير شبيغل” و”فوكوس” الألمانيتان.
وتأتي هذه الاحتجاجات في إطار تحرك منسق شمل أيضا مدن أوروبية أخرى مثل البندقية الإيطالية والعاصمة البرتغالية لشبونة، التي تشهد هي الأخرى تدفقا سياحيا متزايدا يثير قلق السكان.
وبحسب بيانات رسمية، استقبلت إسبانيا أكثر من 90 مليون سائح أجنبي خلال عام 2024، ما جعلها من أكثر الوجهات زيارة في العالم.
ويطالب النشطاء بفرض سقف لعدد الزوار في المناطق المكتظة، إلى جانب رفع الضرائب السياحية لتمويل الخدمات الأساسية للسكان المحليين.
وفي هذا السياق، قال مارتينيز، أحد سكان برشلونة، إن إيجاره ارتفع بنسبة تفوق 30 في المئة، مضيفا أن المتاجر التقليدية يتم استبدالها بمحلات سياحية ومطاعم موجهة للزوار، ما يغير معالم المدينة الأصلية.
ويحذر المحتجون من أن استمرار هذا الوضع يهدد التوازن الاجتماعي ويفرض على السكان مغادرة أحيائهم الأصلية، ما قد يؤدي إلى فقدان المدن لهويتها.