انتقدت الصين أمس الأحد بشدة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100 بالمئة على الصادرات الصينية، محذرة من اتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها، ومحملة واشنطن مسؤولية التدهور المتسارع في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن الولايات المتحدة تواصل منذ محادثات مدريد الشهر الماضي فرض قيود تجارية جديدة، من بينها إدراج شركات صينية على القائمة التجارية السوداء، وهو ما تعتبره بكين تعديا على القواعد الاقتصادية الدولية.
وأضافت الوزارة أن موقف الصين من الحروب التجارية واضح، مؤكدة أنها لا تسعى إلى الحرب لكنها “لن تخشاها إن فُرضت عليها”.
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان ترامب نيته فرض قيود تصدير واسعة تشمل معظم المنتجات الأمريكية، ورفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية إلى 100 بالمئة اعتبارا من الشهر المقبل، في إطار ما وصفه بخطة لحماية الأمن القومي الأمريكي ومواجهة ما اعتبره “ممارسات تجارية غير منصفة” من جانب الصين.
وفي المقابل، ردت وزارة التجارة الصينية بأن “التهديد بفرض رسوم مرتفعة في كل منعطف ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”، مؤكدة أن بكين ستتخذ إجراءات مماثلة للدفاع عن مصالحها المشروعة إذا مضت واشنطن في نهجها الحالي.
وشهدت الأسواق العالمية حالة من الاضطراب بعد التصريحات المتبادلة، حيث تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية، وسط مخاوف من تأثر سلاسل التوريد العالمية التي تعتمد على المعادن والعناصر النادرة الصينية.
وتوقعت تقارير اقتصادية أن التصعيد الأخير قد يهدد عقد القمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية أواخر الشهر الجاري.
ويرى خبراء أن الصين قد تسعى إلى إعادة ضبط المفاوضات من خلال إجراءات محسوبة للضغط على واشنطن قبل اللقاء المرتقب، في حين يرى محللون أمريكيون أن سياسات ترامب التصعيدية قد تدفع بكين إلى إعادة تقييم نهجها بالكامل في التعامل مع الإدارة الأمريكية.

