يشارك المغرب في قمة مدن آسيا والمحيط الهادئ ومنتدى رؤساء البلديات، التي تستضيفها مدينة إكسبو دبي، بمشاركة وفود تمثل أكثر من 350 مدينة من مختلف القارات.
ويبحث هذا الحدث الدولي قضايا مرتبطة بالتخطيط الحضري وأنماط التنمية في المدن المعاصرة، وسط تحولات سريعة يشهدها العمران العالمي.
ويضم الوفد المغربي ممثلين عن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى جانب مسؤولين جماعيين وخبراء في السياسات الترابية.
وتندرج هذه المشاركة في إطار انخراط المغرب في الدينامية الدولية لتبادل التجارب الحضرية وتعزيز آليات التعاون المؤسساتي في مجال التهيئة.
ويأتي حضور المملكة في سياق داخلي يتسم بتجديد وثائق التعمير المجالية، وتوسيع النقاش حول أنماط العيش داخل الفضاءات الحضرية، وتطوير أدوات الحكامة الترابية بما يسمح بإنتاج مجالات أكثر استدامة واستيعابًا للتنوع الاجتماعي والاقتصادي.
وتركّز الجلسة الافتتاحية للقمة على استعراض نماذج حضرية من مختلف الدول، مع تقديم خطة دبي 2040 ومئوية 2071 كمثال على استشراف عمراني بعيد المدى يعتمد على الرقمنة والحوكمة الذكية في تسيير المدن.
كما تشمل النقاشات موضوعات الإسكان، والنقل، وتحولات سوق العقار، إلى جانب آليات استقطاب الكفاءات وتعزيز التماسك المجالي داخل النسيج العمراني.
ومن جهة أخرى، عرضت مدن مشاركة تطبيقات تستند إلى البيانات المفتوحة وأنظمة الاستشعار الذكية في رسم السياسات الحضرية، وهي توجهات يتقاطع بعضها مع مسارات المغرب في إدماج الرقمنة ضمن ورش الجهوية واللاتمركز، رغم تفاوت القدرات بين المجالات الترابية.
ويحضر الوفد المغربي بخلفية تراكمات ميدانية في التعمير وتدبير الضغط السكاني، مع سعيه لتثبيت موقع المغرب ضمن الفاعلين الحضريين الإقليميين، دون اعتماد مقاربات استنساخ، بل عبر تكييف التجارب مع خصوصيات النسيج المجالي الوطني.
وتوفّر القمة التي تستمر لثلاثة أيام، منصة لتوسيع مجالات التعاون بين المدن، سواء من خلال اتفاقيات تقنية أو تبادل للمعرفة، في إطار توجه يربط بين الابتكار الحضري وتوازنات التنمية.
ويراهن المغرب على هذا التوجه لتعزيز موقعه كطرف إفريقي ومتوسطي يمتلك تجربة فعلية في ميدان تدبير المدن، ويتفاعل مع التحولات الحضرية انطلاقًا من مرجعيات وطنية واضحة.

