تشهد مدينة مرتيل لحظة فارقة في مسارها الرياضي المحلي، مع انطلاق أشغال تعشيب الملعب البلدي، في خطوة اعتُبرت تتويجا لمسار ترافعي طويل، وإشارة واضحة على انخراط المدينة في دينامية إعادة التوازن المجالي في توزيع البنيات الرياضية داخل إقليم المضيق-الفنيدق.
ويمثل هذا المشروع، الذي أعطيت انطلاقته الرسمية يوم الاثنين 7 أبريل الجاري، تحوّلا في تموقع مرتيل ضمن خريطة البرمجة القطاعية، بعد سنوات من الإقصاء الفعلي من الاستفادة من منشآت رياضية مؤهلة.
وقد جاء المشروع استجابة للطلبات المتكررة المعبر عنها من طرف الأندية المحلية والنسيج الجمعوي، كما يعكس تفاعلًا مؤسساتيًا مع متطلبات العدالة المجالية.
وأكد النائب البرلماني عن دائرة المضيق-الفنيدق والنائب الأول لرئيس جماعة مرتيل، محمد العربي المرابط، أن إخراج هذا الورش إلى حيز التنفيذ جاء ثمرة لترافع مؤسساتي متواصل، تُوّج بلقاء مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي عبّر عن انخراط فعلي في تسريع هذا المشروع.
وقال المرابط في تصريح لـ”وطن 24″ إن “تعشيب ملعب مرتيل لا يُختزل في كونه مشروعا تقنيا، بل يمثل مدخلا لإعادة الاعتبار للمدينة، وإدماجها في منطق الإنصاف المجالي، بما يسمح بتمكين الطاقات الرياضية من شروط ممارسة سليمة ومنتجة”.
ويأمل فاعلون محليون أن يشكل هذا المشروع مدخلا لبرمجة مشاريع إضافية تعزز من الرأسمال الرياضي لمرتيل، معتبرين أن المدينة تزخر بمواهب شبابية أثبتت حضورها في عدد من التظاهرات، لكنها كانت تفتقر إلى فضاءات مؤطرة ومؤهلة.
ويؤكد هؤلاء أن تثبيت مرتيل على خارطة الاستثمار في البنية الرياضية لا يستقيم إلا بمواصلة الترافع وتعزيز التنسيق المؤسساتي.
ويُرتقب أن يسهم هذا المشروع في تخفيف الضغط على الأندية الرياضية المحلية، وتحسين شروط استقبال التظاهرات، بما يتماشى مع المجهود الوطني الرامي إلى توسيع قاعدة الممارسة الرياضية، وتنزيل أهداف الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب والرياضة.