استجابت الجالية المغربية والمساجد المغربية في مدينة فالنسيا الإسبانية بسرعة وديناميكية لفيضانات عارمة ضربت المنطقة، في تحرك إنساني أظهر دورهم البارز في مواجهة الكوارث الطبيعية ودعم السكان المتضررين. حيث سخرت الجالية مواردها وإمكاناتها للمساهمة في جهود الإنقاذ وتقديم الدعم العاجل للضحايا، بتنسيق محكم مع السلطات المحلية ومختلف الهيئات الإنسانية في المدينة.
وتحولت المساجد المغربية، التي تعد مراكز تواصل أساسية لأفراد الجالية، إلى منصات للتعبئة وتقديم المساعدات. وشارك المتطوعون من أبناء الجالية في تنظيم حملات لجمع التبرعات، وتقديم الأغذية والماء والملابس والأغطية، فضلاً عن توفير أماكن إيواء مؤقتة للمتضررين الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم. وأظهرت هذه المبادرات دوراً حيوياً للمساجد في تعزيز التماسك الاجتماعي والتضامن بين المجتمع المغربي والسكان المحليين، ما يعكس قيم العطاء والتعاون التي يحرص أفراد الجالية على تجسيدها في مختلف الأزمات.
وقد نوهت العديد من الصحف المحلية الإسبانية بجهود الجالية المغربية، مشيدةً بمساهمتهم في تخفيف وطأة الفيضانات على المتضررين، واعتبرتها نموذجاً للتكافل الاجتماعي والمواطنة المسؤولة. كما عبّر بعض المتضررين عن امتنانهم لهذه المبادرات، مشيرين إلى أن التضامن الذي أبدته الجالية المغربية أسهم بشكل كبير في التخفيف من آثار الكارثة ومساندة المتضررين في هذه الظروف الصعبة.
ويبرز هذا التحرك الإنساني كدليل إضافي على الروابط القوية بين الجالية المغربية ومجتمع فالنسيا المحلي، حيث يحرص المغاربة المقيمون هناك على لعب دور إيجابي في الحياة العامة، مستمدين من قيم التضامن والتكافل التي تميز ثقافتهم، مما يعزز من صورتهم كمكون أساسي في النسيج المجتمعي الإسباني.
وفي سياق هذه الكارثة، أصدرت القنصلية المغربية في فالنسيا نداءً عاجلاً لأبناء الجالية المغربية من أجل تكثيف جهود التضامن والمساهمة في مساعدة المتضررين، مشيرةً إلى أهمية التحلي بروح المسؤولية والتكاتف في مثل هذه الأوقات العصيبة. كما دعت القنصلية المغاربة المقيمين في فالنسيا إلى التواصل مع الجهات المعنية وتقديم أي دعم ممكن للمساهمة في تخفيف معاناة الأسر المتضررة.
تجسد هذه المبادرات الدور الفعال للجالية المغربية في مواجهة الكوارث، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي المحلي، متجاوزة حدود الاندماج إلى الشراكة الحقيقية في مساعدة المجتمع في الأزمات.
وتشير آخر الأرقام الصادرة عن السلطات مساء الجمعة إلى أن عدد القتلى بلغ 214 على الأقل، من بينهم 204 في منطقة فالنسيا، وهي المنطقة الأكثر تضررا من هذه العاصفة المدمرة.