كشف مسؤولون في وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب عن أرقام صادمة حول تفشي مرض الحصبة، المعروف محلياً باسم “بوحمرون”، والذي أثر بشكل كبير على عدة جهات في البلاد.
وفقاً للبيانات الرسمية، سجلت جهات طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس أعلى معدلات للإصابات، تليها مناطق الرباط-سلا-القنيطرة والدار البيضاء-سطات.
وأوضح محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، خلال ندوة صحافية نظمها المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن الإصابات تشمل جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الرضع الذين تقل أعمارهم عن تسعة أشهر، وهي الفئة العمرية التي لم تتلقَ بعد الجرعة الأولى من اللقاح.
كما أشار إلى تسجيل حالات وفاة بين الأطفال دون الخامسة والبالغين فوق 37 عاماً.
وفقاً للعرض الذي قدمه اليوبي، تم تسجيل 7633 إصابة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهراً و11 عاماً، و6429 إصابة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و36 عاماً.
كما تم تسجيل 2028 إصابة بين الأشخاص الذين تجاوزوا 37 عاماً، و1893 إصابة بين الرضع الذين تقل أعمارهم عن تسعة أشهر.
وأكد اليوبي أن الغالبية العظمى من حالات الوفاة كانت بين الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، مما يشير إلى أن هذه الوفيات كانت يمكن تفاديها لو تم تلقيح المصابين. وأضاف أن نسبة ضئيلة جداً من الوفيات كانت بين الأشخاص الذين تلقوا التطعيم.
تتصدر جهة طنجة-تطوان-الحسيمة قائمة المناطق الأكثر تأثراً بانتشار المرض، تليها جهة فاس-مكناس. كما سجلت مناطق الرباط-سلا-القنيطرة والدار البيضاء-سطات معدلات إصابة مرتفعة، وإن كانت أقل من الجهات السابقة.
وأشار اليوبي إلى أن الارتفاع السريع في عدد الحالات خلال الأسابيع الأخيرة يثير القلق، خاصة في ظل عدم تلقيح نسبة كبيرة من السكان.
دعا المسؤولون الصحيون إلى تكثيف الجهود للتوعية بأهمية التطعيم ضد الحصبة، مؤكدين أن اللقاح يعد الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض.
وأشار اليوبي إلى أن نسبة كبيرة من الوفيات كانت بين الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، مما يؤكد أهمية الحملات التوعوية والتطعيمية.
وكان المرصد الوطني لحقوق الطفل قد حذر سابقاً من تفاقم الوضع، داعياً إلى تسريع وتيرة التطعيمات خاصة بين الأطفال والرضع.
وأكد أن تفشي المرض يهدد بعودة أمراض خطيرة كانت قد اختفت من المغرب.
يبقى التطعيم السلاح الأكثر فعالية في مواجهة هذا الوباء، مما يتطلب تعاوناً واسعاً من قبل المواطنين والمؤسسات الصحية لضمان تحقيق تغطية تطعيمية شاملة.