في ظل التطور السريع للتكنولوجيا الحديثة، أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في مختلف القطاعات. ومع انتشار مصطلحات الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام والإعلانات، يبرز نوعان رئيسيان يستخدمان بشكل واسع: الذكاء الاصطناعي التوليدي والذكاء الاصطناعي التنبئي، وكلاهما يعتمد على تقنيات التعلم الآلي، إلا أن لكل منهما استخدامات وأهداف تختلف عن الآخر.
الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يوحي اسمه، يهدف إلى خلق محتوى جديد بالاعتماد على بيانات سابقة. ومن أمثلة تطبيقاته، إنتاج النصوص والصور وحتى الموسيقى باستخدام خوارزميات مبرمجة. يتم تدريب هذا النوع من الذكاء الاصطناعي على كمية هائلة من البيانات ليتمكن من توليد رسائل بريد إلكتروني، تصاميم مرئية، أو محادثات افتراضية مع المستخدمين.
في المقابل، يُستخدم الذكاء الاصطناعي التنبئي للتوقع والتحليل اعتمادًا على البيانات المتاحة. فعلى سبيل المثال، يُمكن للبنوك استخدام هذه التقنية لتحديد مخاطر الاحتيال بناءً على أنماط سلوك المستخدمين. كما أنه يستخدم في قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية، حيث يمكن التنبؤ بالإصابة بأمراض معينة بناءً على بيانات الفحوصات الطبية السابقة.
ورغم التشابه في أساسيات كلا النوعين، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتمد بشكل أكبر على خوادم بيانات ضخمة ويتطلب اتصالًا دائمًا بالإنترنت، فيما يُستخدم الذكاء التنبئي غالبًا لأغراض محددة ويتطلب تدخلًا بشريًا أقل، مما يجعله أكثر دقة وأقل عرضة للأخطاء مقارنةً بنظيره التوليدي.
من خلال هذه التقنيات المتقدمة، يواصل الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل التكنولوجيا والصناعات، حيث يتوقع الخبراء أن يشهد كلا النوعين من الذكاء الاصطناعي نموًا متزايدًا في السنوات القادمة، مما يعزز دوره في تحسين عمليات الشركات والمؤسسات حول العالم.