كشف تقرير نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية عن صورة سلبية لسلوك السياح الاسرائيليين في تايلند، وهو ما اثار عاصفة من الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا على منصة “تيك توك”.
ويتهم السكان المحليون وسياح اخرون الزوار الاسرائيليين بعدم احترام العادات المحلية وممارسة سلوكيات متعجرفة.
وسلط المراسل السياسي للصحيفة ايتمار ايخنر الضوء على هذه الظاهرة، مستندا الى تقرير نشره الموقع الاميركي International Business Times (IBT). وتضمن التقرير تفاصيل عن ممارسات السياح الاسرائيليين في منتجع “باي” شمال تايلند، التي دفعت السلطات التايلندية الى اتخاذ اجراءات استثنائية.
ونقل ايخنر عن الموقع الاميركي اشارته الى مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع في تايلند، تنتقد سلوك السياح الاسرائيليين المتهمين بتجاهل التقاليد والمطالبة بخدمات مجانية واظهار نوع من الغطرسة الثقافية.
وكانت منشورات على تطبيق “تيك توك” هي الشرارة التي اشعلت الجدل. فقد نشر احد المستخدمين التايلنديين مقطع فيديو يهاجم فيه السياح الاسرائيليين، واصفا اياهم بانهم “يريدون كل شي مجانا ويتصرفون بلا احترام”. وحصد الفيديو اكثر من 50000 اعجاب قبل ان تتم ازالته.
لاحقا، اضاف مستخدم اخر مقطعا وصف فيه الاسرائيليين بانهم “متعجرفون روحانيا”، مشيرا الى التناقض بين خلفيتهم العسكرية ورحلاتهم الروحية الى اسيا. واضاف ان بلدة باي “تحولت من وجهة هادئة للباحثين عن السلام الى مكان مكتظ بسياح اسرائيليين وقحين”.
واثارت موجة الانتقادات ردود فعل واسعة، حملت عنوانا هو “الاسرائيليون دمروا تايلند”. وبينما رأى البعض في ذلك “تعميم ظالم”، اشار اخرون الى مشاهدتهم سلوكيات مماثلة في دول اسيوية اخرى مثل الهند ونيبال.
ولم تقتصر التقارير عن سلوك الاسرائيليين على الانترنت، فقد تناولت وسائل اعلام تايلندية حوادث فعلية. فوفقا لصحيفة “غلوب نيوز بانكوك”، تورطت مجموعة منهم في فبراير 2025 في حادث تخريب داخل مستشفى في مدينة باي بعد خلاف مع طاقم الطوارئ، مما ادى الى تغريمهم وترحيل بعضهم. كما اعتقل اسرائيليان اخران عملا كفنانين شوارع دون تراخيص.
وردا على تكرار هذه الحوادث، اصدرت سلطات الهجرة التايلندية ارشادات سلوك باللغة العبرية، في خطوة نادرة تؤكد حجم المشكلات التي يثيرها السياح الاسرائيليون هناك.
وتشير تقديرات الى تزايد عدد السياح الاسرائيليين في تايلند بشكل كبير بعد حرب 7 اكتوبر 2023، حيث سافر الاف من جنود الاحتياط السابقين في محاولة للراحة والتعافي. واعتبر العديد من سكان تايلند ان سلوكات الاسرائيليين “تجاوزت الحدود المقبولة”.
وتحدث اصحاب الاعمال في باي الى وسائل اعلام محلية عن “توترات متكررة” مع الزوار الاسرائيليين، حيث نقل عن مسؤول محلي قوله انهم “يرفضون احيانا الانصياع للتعليمات ويتجادلون مع الموظفين ويطالبون بمعاملة خاصة”.
ويقول محللون اسرائيليون ان ما حدث يعكس حساسية الصورة العامة للاسرائيليين في الخارج في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة لدى الشباب الذي انهى الخدمة العسكرية.
ورغم عدم اصدار وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليق رسمي، نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين اسرائيليين في بانكوك، ان السفارة “تتابع بقلق” موجة الانتقادات الرقمية التي قد تؤثر على سمعة السياح الاسرائيليين في اسيا.
وتختم “يديعوت احرونوت” الى ان هذه العاصفة الالكترونية مرآة لصدام ثقافي بين سلوكيات فردية وصورة جماعية، ويتخوف مراقبون من ان تتحول مقاطع الفيديو المنتشرة الى ادوات لتثبيت صور نمطية يصعب محوها.

