تسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمسكه بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على واردات من أكثر من 50 دولة في اضطرابات حادة في الأسواق المالية العالمية، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية قد تقود إلى ركود عالمي.
وقال ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، إن بلاده “لن تتراجع” عن فرض الرسوم إلا إذا حصلت على “أموال كبيرة سنوياً” من الدول المتأثرة، مؤكداً أنه لا يمانع في تراجع الأسواق مؤقتاً طالما أنه يحقق أهدافه الاقتصادية. وأضاف: “أحياناً يجب تناول الدواء لعلاج المشكلة”.
وذكر تقرير صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة أن أكثر من خمسين دولة تواصلت مع واشنطن لمناقشة الرسوم الجديدة، التي من المقرر أن يبدأ تطبيقها اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن التوصل إلى حلول يتطلب وقتاً، مشيراً إلى أن “الممارسات التجارية غير العادلة لا يمكن معالجتها خلال أيام أو أسابيع”.
فيما صرح كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، كيفين هاسيت، أن الدول الغاضبة من هذه السياسات بدأت رغم ذلك بالانخراط في المفاوضات.
تسببت مواقف ترامب الحادة في موجة بيع كثيفة ضربت الأسواق المالية مع بداية تداولات الأسبوع. وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بنسبة تراوحت بين 4 و6 بالمئة، قبل افتتاح السوق.
وفي آسيا، سجل مؤشر نيكي الياباني تراجعاً بنحو 8 بالمئة في مستهل تداولات الإثنين، بينما انهارت بورصة هونغ كونغ بأكثر من 12 بالمئة في فترة ما بعد الظهر، في وقت ارتفعت فيه مؤشرات القلق من تداعيات القرار الأمريكي.
وتسارعت تحركات الدول المتضررة للرد على الإجراءات الأمريكية، حيث فرضت الصين رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 34 بالمئة على السلع الأمريكية.
وقال نائب وزير التجارة الصيني، لينغ جي، إن بلاده لن تكتفي بحماية حقوق شركاتها، بل تسعى أيضاً لإعادة الولايات المتحدة إلى “المسار الصحيح في النظام التجاري المتعدد الأطراف”.
ورداً على مقترح مستشاره إيلون ماسك بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة مع أوروبا، قال ترامب إن القارة العجوز “حققت ثروة من وراء الولايات المتحدة” و”عاملتنا بشكل سيئ”، مضيفاً أن “المفاوضات لن تبدأ إلا إذا دفعوا الكثير من المال سنوياً”.