نظمت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، بالتعاون مع الشرطة الإسبانية، دورة تدريبية متخصصة في “تقنيات الاتصال والأمن”. تهدف هذه الدورة إلى تحسين مهارات وكفاءات المسؤولين عن اتصالات الأمن في المغرب، من خلال تزويدهم بأحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في هذا المجال الحيوي. تسعى المبادرة إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الجانبين المغربي والإسباني في مجال اتصالات الأمن.
أكد مسؤول رفيع في المديرية العامة للأمن الوطني أن هذه الدورة تأتي في إطار الجهود المستمرة لترقية مؤهلات موظفي الأمن الوطني وتحديث أساليب عملهم بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية والتحديات الأمنية الراهنة.
أهمية التعاون الدولي
يبرز التعاون بين السلطات المغربية والإسبانية أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الأمنية الحديثة، حيث تحتل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية مكانة خاصة. يذكر أن المؤسستين الأمنيتين المغربية والإسبانية تمكنتا خلال السنوات العشر الأخيرة من إحباط أكثر من 1,544 هجوماً محتملاً واعتقال أكثر من 2,565 شخصاً.منصة “إبلاغ” الإلكترونية خلال الدورة، سعت المديرية العامة للأمن الوطني إلى الترويج لمنصات عامة مثل “إبلاغ”، التي قدمتها لمياء زوين، رئيسة قسم الأدلة الجنائية والتصوير الجنائي بالمديرية المركزية للشرطة القضائية، والتي تُعدّ واحدة من أكثر التطبيقات فعالية في مواجهة الهجمات السيبرانية.
تعزيز التعاون والتضامن
تعكس هذه الدورة التزام المديرية العامة للأمن الوطني بتعزيز التعاون الدولي وتطوير قدرات العاملين في مجال الأمن لخدمة المصالح العامة وتحسين الأمن والاستقرار على الحدود وفي العلاقات مع الدول الحليفة. تبرز المبادرة قيمة الشراكات عبر الحدود لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة وتعزيز بيئة أكثر أماناً من خلال تحسين استراتيجيات الاتصال. يؤكد التركيز على المهارات العملية والتقنية، مثل إدارة الأزمات الإعلامية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الاحتيال والأخبار الزائفة، أهمية الاتصال الأمني الفعال.
دعوة للمشاركة والتعاون
تم توجيه برنامج الدورة إلى المهنيين في مجال الأمن، والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة بالأمن، وصانعي السياسات المتعلقة بالأمن في كلا البلدين.
للمهنيين في مجال الأمن: يُنصح بالمشاركة في دورات أو ورش عمل مماثلة لتحسين المهارات والمعرفة في مجال اتصالات الأمن.
للمنظمات: تشجيع التعاون الدولي وتبادل المعرفة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة وتعزيز بيئة أكثر أماناً.
لصانعي السياسات: الاعتراف بأهمية الاتصال الفعال في السياقات الأمنية ودعم المبادرات التي تعزز التعاون الدولي وبناء القدرات في هذا المجال.
تعكس هذه التكوينات حقيقة أن العلاقات بين قوات الأمن الإسبانية والمغربية في أفضل حالاتها، حيث تعززت هذه العلاقات بفضل الدبلوماسية والاتفاقيات التي أكسبتها قيمة مضافة بفضل الموقع الجيوسياسي للبلدين. في ظل تصاعد الصراعات حول العالم، تتزايد الاستثمارات والتدريبات في هذا النوع من الشراكات بين قوات الأمن، نظراً لتطور الإرهاب وانتشار الهجمات السيبرانية بشكل أكبر من الحروب التقليدية.